-A +A
علي بن محمد الرباعي
ربما لا يولي بعض المسؤولين المعيّنين في مناصب إدارية في منطقة ما، أو المنقولين إليها، أهمية للاستقرار النفسي والاجتماعي وتأثيرهما الإيجابي على أداء مهامه الوظيفية بإتقان وتفانٍ، ولا يغفل المسؤول أن المنصب التزام، والإيمان بمعايير الواجب الوظيفي يعزز الانتماء، فيندمج موظف الدولة مع إنسان المكان، ويغدو واحداً منهم يفرح لفرحهم ويتكدر لكدرهم.

بعض المسؤولين يتم نقله لمنطقة غير منطقته التي ولد فيها والتي بها منزل عائلته وأسرته ومنزله، وبما أن زوجته تعمل وأبناءه وبناته في مدارس، فسيحسب تبعات النقل حساباً اقتصادياً أو نفعياً، بحيث إنه لو فكّر في نقل كامل عائلته للمنطقة التي سيباشر بها فسيكبده ذلك خسائر مالية كبيرة، بينما بقاءهم في منطقتهم ومسقط رؤوسهم أريح لهم وأوفر لجيبه.


بالطبع لو نقلهم معه أو انتقلوا برغبتهم فسيحتاج إلى مسكن كبير، والمسكن بالإيجار، والإيجار يلحقه مصروفات لا حصر لها، كما أن وقت المسؤول لن يكون ملكه فهو بين دوام صباحي، والتزامات عائلية وأسرية مسائية، وكل الامتيازات المادية التي ترتبت على نقله ستذهب في الاستهلاكات ما بين رواتب عاملين ومستلزمات.

تفرض الذهنية النفعية أن تبقى العائلة في البلد الأم، فهناك البيت ملك، والعائلة قريبة من الإخوان والأرحام، وربة البيت إن كانت موظفة فممكن تتحمل أعباء المنزل دون حاجة لراتب الزوج، الذي سيدبر نفسه إما في غرفة أو ملحق أو شقة صغيرة بالمجان أو بإيجار رمزي، ويداوم خمسة أيام أو أربعة ثم يلتحق بهم.

هل نتصور أن مسؤولا (عزّابي) سيحرص على أن تكون مدارس البلد الذي يعمل فيه من أفضل المدارس (وأولاده ليسوا معه في بلد الوظيفة)؟ لو كان مسؤولاً صحياً فلن يقبل أن تكون الأوضاع الصحية متردية أو دون طموح المواطنين ما دام برفقته أسرته، وهكذا بقية الخدمات، وربما إن لم تكن عائلته معيّته لا يعنيه تطور مستوى المدارس والصحة والبيئة والخدمات أم لم تتطور.

من هنا أتصور أن من لوازم نقل أي مسؤول أو تعيينه في منطقة أو محافظة أو مركز أن تكون عائلته معه إلزاماً، لتعيش مع الناس، تتمتع بما يتمتعون به، أو تعاني إن كانوا يعانون.

غالباً إن لم يكن المسؤول (عزابي) سيحرص على أن يكون أداء مؤسسته وكافة المؤسسات المعنية بالمواطنين في أعلى مستويات الأداء، هكذا أتصور.