-A +A
أسعد عبدالكريم الفريح
كتبت مقالاً قبل أشهر عدة عن الاستقدام، بعنوان استقدام أي كلام، ووصلتني ردود أفعال كثيرة منها في المجلس الذي نجتمع فيه، وبعضها هاتفي وخذ يا حكايات مما لذ وطاب، طبعاً لا لذ ولا طاب أصل السجع يجر بعضه، وكان من ضمن تلك التعليقات ما تفضل به أحد الإخوان معقباً على مقالي بأن له تجربة أيضاً وتتلخص في أنه اتخذ كثيراً من الإجراءات مثل البحث عن الشغالة عن طريق صديق له في الفلبين، كما أن العاملة المنزلية هي التي تواصلت مع المكتب في الفلبين وأنه دفع لمكتب استقدام بجدة 17 ألف ريال، ولم يقم المكتب إلا بإجراءات روتينية بسيطة، وعندما وصلت العاملة المنزلية اتضح أنها لم تستلم إلا التذكرة فقط، وباقي المبلغ لهطه المكتب من لغاليغه، وهو يغني لغاليغ يا قلبي الهنا، ودافع المبلغ يرد: ملاهيف وش ذنبي أنا، طبعاً هذه واحدة من الحكايات تروي تجاوزات مكاتب الاستقدام، والوصف المختصر لهم هو أحشفاً وسوء كيلة، الكل يشتكي من مكاتب الاستقدام.

وبمقارنة بسيطة بين تكلفة العاملة المنزلية في دول الخليج الأخرى، وعندنا نجد أن البون شاسع ووأسع وأن اللقمة التي يلهطها أي مكتب «استئدام» عندنا هي كبيرة جداً والعجيب أنه ما يزور به (يختنق)، وهذا دليل على أنهم اعتادوا على هيك «لؤمة» يعني لقمة يا إخواننا صدقوني هي كتبت حالها من حالها كدا أنا مالي شغل، الأغرب من هذا كله، أنه لا حس ولا خبر من الجهة التي تشرف على تلك المكاتب سواء بمعالجة هذه الحرية المطلقة لهم ولو حتى بإقناعنا بالدليل القاطع أو حتى الثلم أنها «هي كدا».


بعدما طارت الطيور بأرزاقها سمعت ويمكن أنتم سمعتم أن التعريفة خفضت، وأن هناك مكاتب أخرى، أعطيت الصلاحية للاستقدام ولكن هذا كان حبرا على مرق أقصد ورق، لأن المرق يروح لبطون أصحاب المكاتب والورق لصاحب الحاجة عشان المسكين يبله ويشرب ميته، أو حيه ما راح تفرق كله عند المكاتب والتعليمات صابون يزحلقون فيه طالب الاستقدام كدا كام شهر، بعد ما يكع الحسبة واستناني لما توصل الشغالة، هذا إذا طلعت شغالة فعلاً، المهم ما لنا ومال مشاكل الناس، لأني بيني وبينكم هس لا أحد يسمع الله يخليكم، فكرت جدياً بأن أفتح مكتب استقدام لأنه بحسبة بسيطة لو أمكن إحضار 10 شغالات في الشهر يعني 120 في السنة، ودفعت رسوم التذكرة والمكتب اللي في الفلبين، ولا أي بلد يحذف علينا ما ثقل دمه وخف عمله، وكمان بعزقت حبتين أو حتى 3 حبوب، سأصرف 5 آلاف، وخلّينا نقول انني إنسان طيب ومهاود ورسومنا لا تتعدى 15 ألف ريال، ريال ينطح الذي بعده حتى ينطح صاحب التأشيرة، ويدفع المبلغ الذي جمعه بعرق جبينه، ويمكن جبين زوجته إذا كانت عاملة أو ابنته يدفعه سواءً ساء أم انبسط وبالتالي يصفى لي 10 آلاف يعني في السنة مليون ومئتي ألف ريال والله حلوة ولذيذة، لكن بعد تفكير وتمحيص وجدت أني أنا سأدفع لحضرتنا مبلغا محترما بحكم أنني أحتاج أكثر من شغالة وسائق فقلت حرام ندفع من جيبنا هذا المبلغ الذي سيضحك فيه حضرتنا على حضرتنا آفاه على مين ألعبها هو أنا أبله ولا «ستيتة».