عدد كبير من الزوار استقبلتهم القرية التراثية بالجنادرية في دورات المهرجان السابقة.
عدد كبير من الزوار استقبلتهم القرية التراثية بالجنادرية في دورات المهرجان السابقة.
-A +A
علي الرباعي (الرياض) Okaz_online@
156 مؤسسة من المؤسسات الحكومية والأهلية والقطاعات العسكرية، تسهم في فعاليات مهرجان الجنادرية في دورته الـ 33 التي يرعى انطلاقته خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مساء الخميس القادم، وتشارك المؤسسات من خلال الأجنحة الخاصة والمباني التراثية والمعارض الفنية الثقافية، كما يشارك في المهرجان أكثر من 700 كادر بشري في الفرق الشعبية وأكثر من 300 حرفي، كما يثري المهرجان أكثر من 250 مثقفاً من داخل المملكة ومن خارجها.

المهرجان الذي تنظمه وزارة الحرس الوطني، وتحل جمهورية إندونيسيا ضيف شرف على دورته الـ 33، يسهم في تعزيز الهوية السعودية، وإبراز أصالة ثلاثة قرون عبر كرنفال معاصرة وفق رؤية تضع الحاضر والمستقبل نصب عينيها، ويتطلع ملايين السعوديين والمقيمين والأشقاء الخليجيين والعرب لتتبع خطوات إنسان هذا الكيان وما انطبع في وجدانه من أثر تاريخي ومعرفي وما طرأ عليه من تحولات كبرى وما خلد في الذاكرة من أمثاله وقصائده وحكمه، العامية.


ويؤمن القائمون على المهرجان من نخب وزارة الحرس الوطني المثقفة بأهمية التفاعل مع الآخر محلياً وعربياً وعالمياً كون الذات لا تقوى إلا بالشراكة والمثاقفة ما يمنح المتفاعل طاقات خلاقة على التطوير والنماء والحركة والحياة، والتجانس مع الواقع والتواصل مع كل الشعوب المحبة للحق والخير والسلام، ما يجعل من الحاضر استمراراً لماضيها، والمستقبل امتداداً للحاضر، وتوظيف وسائل العصر لخدمة الإنسان والارتقاء بوعيه.

ويؤكد أستاذ علم الإنسان الدكتور سعد الصويان أن نشاطات مهرجان الجنادرية تتبلور في مسارين متوازيين متمايزين؛ أحدهما النشاط الاحتفالي الشعبي الذي يعنى بالفنون والحرف التقليدية والحياة الشعبية بجميع تجلياتها وأنماطها، والآخر النشاط الفكري الذي يعنى بالندوات والمحاضرات الثقافية، لافتاً إلى أهمية المهرجان بشكل عام، كون المختصين في الدراسات الفولكلورية والاجتماعية يجمعون على ضرورة المهرجانات الاحتفالية كعنصر من أهم عناصر الاندماج والانصهار الثقافي والاجتماعي لدى كل أمة. مضيفاً أن من مهام المهرجان ربط الماضي بالحاضر وإقامة جسور التواصل بين الأجيال ما يضمن الاستمرارية الحضارية والتوازن الاجتماعي أمام تحدي التغيرات وحتمية التحولات، مشيراً إلى أن المهرجانات تعمل على بلورة الشعور الجماعي والإحساس المشترك، وتكريس الهوية الوطنية وبلورة الحس التاريخي الذي ينمي الثقة بالنفس.