-A +A
عبير الفوزان
منذ أكثر من ثلاث سنوات، عندما افتتح الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، حي البجيري الواقع على ضفاف وادي حنيفة في محافظة الدرعية، كتبت مقالا في صحيفة الحياة حوله. أتذكر أني أتيت على ذكر حي الطريف التاريخي المقابل له على الضفة الأخرى، والذي لم يفتتح للعامة إلى الآن، بسبب تعثر مشروع الترميم فيه.

ما زلت حتى اليوم أعيش لحظات انبهاري بحي الطريف الذي يقع على تلة تشبه تلة البيازين في غرناطة، وتم مثلها تسجيله ضمن مواقع التراث العالمي، في منظمة اليونيسكو. وأتذكر أني تمنيت وأتمنى ألا تكون الدرعية التاريخية صورة أخرى من منطقة قصر الحكم في الرياض التي على الرغم من جهود الهيئة العليا لتطوير منطقة الرياض، إلاّ أن المنطقة ظلت راكدة سياحيا لا يوجد فيها ما ينبئ عن ما تكونه.


افتتاح خادم الحرمين الشريفين مشروع تطوير الدرعية التاريخية تحت مظلة هيئة تطوير بوابة الدرعية، بلا شك، إيذانا بأن الحي سيتقبل زواره في القريب، كما أن التوظيف الأخير لهذه المنطقة واستضافة فورمولا إي 2018 فيه قد شدت انتباه العالم إلى بقعة عالمية تاريخية حيث جمعت بين الترفيه والثقافة والتراث والحضارة والرياضة.

إن ما قامت به الهيئة العامة للترفيه والهيئة العامة للرياضة والهيئة العامة للثقافة وهيئة تطوير بوابة الدرعية من جهود متضافرة لتوظيف هذه المنطقة المسجلة ضمن مواقع التراث العالمي سياحيا سيجعل منها مقصدا ينافس الكثير من المقاصد السياحية في العالم.

مثلما يحتاج تطوير وترميم الأحياء التاريخية والمناطق السياحية الأثرية إلى دعم مادي كبير، كذلك يحتاج تأهيلها وتوظيفها سياحيا إلى جرأة وذكاء حتى وإن قلبت الموازين لدى بعض العامة وما تعودوا عليه. إن الدول السياحية الكبرى التي تزخر بمواقع تراثية عالمية قل نظيرها مثل المملكة العربية السعودية، لا تفتح أبوابها لمواطنيها فقط، كما يظن البعض، بل تفتح أبوابها للعالم أجمع.

* كاتبة سعودية

abeeralfowzan@hotmail.com