أميمة الخميس
أميمة الخميس
-A +A
علي الرباعي (الباحة) Al_ARobai@
أكدت الروائية أميمة الخميس أنها عندما قرأت رواية أولاد حارتنا في عمر مبكر سيطر عليها هاجسان؛ أحدهما الصورة الذهنية لأميمة زوجة أدهم الجبلاوي، مشيرة إلى أن التماهي بين اسميهما استدرجها لتغدو جزءا من تلك الحكاية الكونية الباذخة.

وقالت لـ«عكاظ» بمناسبة فوز روايتها (مسرى الغرانيق) بجائزة الروائي نجيب محفوظ «كنت أطالع الرواية مأخوذة بسحر الحكاية ومتعة (الحدوتة) ولم يكن سني الباكر يطلب أكثر من هذا لينظم فوضى العالم من حولي ويجلو معمياته». وأضافت «لاحقا عندما بدأت تتسع جماليات الرواية وتثقل وتشتبك مع أسئلة العالم الوجودية والفلسفية أصبحت أطلب المزيد من الرواية، وظل نجيب محفوظ محفوظا فوق قائمة مطالعاتي سواء في مرحلته الواقعية، انتقالا إلى أعماله الفلسفية الوجودية وصولا إلى تجليات الصوفية التي ظهرت في أعماله الأخيرة». وعدت الخميس محفوظ سيزيف الرواية العربية، وذلك عندما كانت الذائقة العربية معتقلة داخل مقصورتها الشعرية، والشعر يجتاح الديوان ويهيمن عليه، فالقصيدة ليست فقط مغامرة لغوية للعربي، بل هوية وبيت له بين شطريه مقام القصيدة ابنة لسلالات وقوافل تقصد وادي عبقر ليهمس لها بوجدها ويسرب لها صبواتها. وأوضحت أن السرد داخل هذا المشهد المتخم بشعريته يُقصى إلى الهوامش والأطراف، حيث المقابسات وحكايات ندماء البلاط والسير والمغازي، وما هنالك من الأنواع التي كانت الذائقة الكلاسيكية المتعجرفة تنعتها (بالأدب المرذول) وتدرجها في مقام الطارئ والهجين.


وذهبت إلى أن محفوظ الكبير الذي علم الروائيين سحر السرد واقتراف الحكاية، ألقى عصاه فأصبح اليومي البسيط والمتواري المسكوت عنه، قطرة تختزل الكون الأكبر، ونهضت الرواية كبنيان شاهق موازٍ لحكاية التاريخ الرسمية، التي كانت طوال الوقت معنية بأخبار المعارك وأصحاب النفوذ، فاقتربت الرواية من الهامشي تبحث عن الإنسان في بطولاته الفردية، عن النضالات التي تقارع قوى البطش والطغيان، وعالم يتربص به الفناء.