-A +A
مها الشهري
كثير من الأشخاص يهتمون بقراءة الأبراج التي أصبح لها سوقها ورموزها وروادها وبرامجها والتي عكست بالتالي ثقافة من نوع خاص لدى المهتمين بهذا العلم، وهذا ما يعطيه اعتباره في الوعي الجمعي، بالإضافة إلى ما يحدث عندما يوجد هناك الربط بين الوقائع والأحداث والقراءات التي تفسرها قراءة الأبراج.

النقطة المحورية التي تحكم سلوك الإنسان في هذا الموضوع هو شعوره بتبعيته لما تمليه تلك القراءات أو التوقعات وبالتالي إسقاطه اللاواعي لإرادته الحرة، والسؤال الذي ينبغي أن يبحث عنه الشخص المنتبه؛ ما الذي يخيفني في اللحظة من المستقبل حتى أبحث عن أحداثه في قراءات الأبراج، ليكتشف بأنه سلّم لوحة التحكم الخاصة به لإرادة وقرار أشياء أخرى يعتقد أنها تتحكم في مستقبل حياته، بينما هي ستكون كذلك بمجرد هذا التسليم الذي يعني السماح، فلا توجد فكرة تمليها قراءات الأبراج حتمية باعتبارها الاحتمال الأوحد بالنسبة لك، ولا يمكن أن تكون ذا طبع سيئ بناء على قراءة أبراج بينما يصعب عليك تغيير هذا الطبع، والطريقة لا تختلف كثيرا في العملية العقلية عن سلوك التبعية الذي يربط به البعض بين تحقيق متطلبات الحياة والاستعانة بأشياء مثل الأحجار أو التمائم وغير ذلك، والمهم أن تكتشف أن هذه الطريقة لا تعمل ولا تخدمك بأي شيء.


لا نريد التركيز على فكرة إلغاء هذا العلم أو تكذيبه ولا العكس، لأننا سنجد شيئا من الإثبات لحقيقة ما يحدث من خلال أن تصدق ما يُقرأ وبمجرد إيمانك سيظهر في حياتك، أو أن تتفاجأ بأحداث لم تقرأ عنها إلا بعد حدوثها لكنها تصدق وقوعها في ماضيك، ما يعني أن هناك شيئا يتبعك لا تتبعه أنت بحكم فكرة الترابط الوجودي لكل ما هو موجود كاحتمال لا أعرف مدى حقيقته، لكن الذي نعرفه أن التصديق بالشيء والإيمان به كفيل بحدوثه، لكن السيئ أن يكون خارجا عن نفسك وإرادتك، والهدف من هذا كله هو الوصول إلى نقطة قناعة تفصل ما بين الحرية والاستقلال والإرادة الحرة في صناعة الحياة بما فيها من قيم وأفكار وأحداث، وما بين التبعية لأشياء خارجة عن أنفسنا وتوقعاتنا الخاصة تجاه حياتنا التي يفترض أن ترتبط بخياراتنا.

فكر في الأفضل، الحرية أم التبعية؟!

* كاتبة سعودية