-A +A
سلطان الزايدي
يقول أسطورة كرة القدم العالمية دييغو أرماندو مارادونا: «عندما ينجح شخصٌ ما يكون بسبب العمل الشاق، فالحظُّ ليس له دورٌ في النجاح».

إن تجربة مارادونا العملية الناجحة مرتبطةٌ بكرة القدم فقط، ولا أظنُّ له تجارب ناجحة في غير كرة القدم، فما فعله في مسيرته الرياضية لم يكن بمحض الصدفة، أو أنه اعتمد على موهبته فقط واكتفى بذلك، وهي ما جعله النجم الأول في العالم كلاعب كرة قدمٍ قد لا يتكرر إطلاقًا؛ لذا حين يتحدث عن دور العمل الشاق في النجاح، فهو يتحدث من خلال تجربةٍ ناجحةٍ وثريةٍ، شاهدها العالم كلُّه وتابعها، وأصبح النجم الذي يعرفه كل إنسانٍ يتواجد على سطح الكرة الأرضية.


مارادونا يرسل رسالةً واضحةً لكلِّ الأجيال الحالية والقادمة، وهي أن النجاح يحتاج إلى عملٍ شاقٍّ، وأن العمل لا يقتصر على تأديته كواجبٍ عمليٍّ تقتات منه أو لإشباع رغباتك فقط، بالتأكيد هو لا يقصد ذلك، فالعمل الشاق هو أن تدرس كل الجوانب التي تفيد هذا العمل، وتسعى لتنفيذها وفق الأسس الصحيحة المرتبطة بكل الظروف والمقومات التي تجعلك تتطور، ويلمس الناس حجم إنتاجك وتميزك وتفوقك.

في كرة القدم السعودية يحضر اللاعب السعودي للتمارين؛ حتى يؤدي عملاً كواجبٍ مطلوبٍ منه وفق عقدٍ مبرمٍ مع النادي، وهم الأغلب بالتأكيد، وقليلٌ جدًّا مَن يضيف لنفسه خاصية العمل الشاق بالبحث عن مجهودٍ إضافيٍّ ليحسن به بعض نقاط الضعف، وهذا ما يجعل اللاعب السعودي هو الأقل على الصعيد البدني حين تحضر المشاركات العالمية الكبيرة. والمحزن في الأمر أن اللاعب الأجنبي بمجرد حضوره إلى السعودية يبدأ بالتأقلم مع حياته الجديدة في الملاعب السعودية، ويتوقف عن كل برامجه السابقة قبل حضوره ويصبح يمارس العمل كما يمارسه اللاعب السعودي؛ إذ يتخلى عن نظامه الغذائي، كما يتخلى عن ساعات نومه التي كان يعيشها في السابق.

مشكلتنا في السعودية أننا لا نتابع اللاعب المحترف حين يغادر السعودية بعد نهاية عقده، حتى نتأكد من هذا الأمر، فلو فعلنا ذلك سنجد أن بعضهم توقف عن الركض، والبعض الآخر احتاج لوقتٍ طويلٍ حتى يعود كما كان قبل حضوره إلى السعودية مع قلة العروض.. قضيتنا ثقافةٌ قبل العمل، وحتى نجني ثمار عملٍ شاقٍّ كما يقول مارادونا يجب أن تتغير ثقافة اللاعب السعودي.

تغريدة: حتى تنجح في عملك يجب أن تفهم متطلبات هذا العمل.

@Zaidi161