-A +A
حمود أبو طالب
كان الجميع بانتظار مجريات وبيان القمة الخليجية التي عقدت قبل أمس في الرياض وفي ظروف استثنائية وبالغة الدقة والحساسية، وفي الوقت الذي كنا كمواطنين خليجيين نتمنى أن يستمر نبض المجلس حتى مع ملاحظاتنا عليه وتطلعاتنا التي نتمنى منذ زمن طويل أن ينهض بها المجلس لكنه لم ينجز منها الشيء الكثير، في ذات الوقت كانت غربان الشؤم تنعق متمنية أن تعلن وفاة المجلس خلال هذه القمة أو تفرقه وتحويله إلى شتات، كانت بعض وسائل الإعلام الأجنبية التي تصطف في منظومة الكراهية والعداء لدول المجلس تشيع أخباراً محبطة تريد بها التأثير على القمة ونشر شعور الإحباط لدى المواطن الخليجي وتكريس تصور يشعره بأن المنظومة الخليجية أصبحت فرادى لا يربطها رأي ولا تجمعها كلمة.

كان هناك تضخيم لموضوع الخلاف مع قطر أشاعه الإعلام المحسوب عليها وأراد بذلك تسويق فكرة تأثر القمة بغياب قيادتها أو بسياستها المعادية لبقية دول الخليج بغض النظر عن مستوى تمثيلها في القمة، لكن حكمة القادة أثبتت عدم صحة ذلك الطرح الافتراضي المبالغ فيه أو غير الصحيح مطلقاً. مثلما قيل سابقا إن مشكلة قطر صغيرة جداً فإن تأثيرها على القمة كان أيضا صغيراً جدا، ورغم كل ذلك فقد ترك القادة الأبواب المشرعة أمام قطر لمراجعة سياستها والكف عن ممارساتها الحمقاء التي تضرها أكثر من غيرها، لكن مع الأسف الشديد فإنه لا يبدو في الأفق أن قطر سوف تعود إلى العقل؛ إذ في الوقت الذي كانت فيه القمة تعطيها الفرصة كان الإعلام القطري يكيل هجوما لا أخلاقيا على المنظومة الخليجية وقادتها.


لقد أصبحت هذه الدويلة ميؤوسا منها، وعلى المنظومة الخليجية ترتيب أوراقها على العمل بعضو ناقص أو مبتور، غيابه خير من وجوده.