-A +A
حمود أبو طالب
الرؤية، التحول، العالم الأول، السعودية العظمى، وغيرها من المفردات التي دخلت قاموس التداول الإعلامي والمؤسسي والشعبي لتؤسس لمرحلة جديدة أو ربما بداية لعصر سعودي جديد كلياً في أفكاره وآلياته وأساليب تعامله في إدارة الدولة واحتياجات المجتمع بما يتناسب مع التحولات الكبرى التي شهدها العالم في كل شيء. ولكن هل بإمكان هذه المفردات أن تتحول إلى واقع فعلي لتجسد الطموح الكبير الذي دفع بها إلى التداول الكثيف أم أنها ستظل مجرد مفردات رومانسية طوباوية تمثل أحلاماً قد يتحقق بعضها وقد لا يتحقق.

المنطق يقول إن كل حلم وكل طموح قابل للتحقيق عندما تتوفر الإرادة الحقيقية والإدارة الصحيحة، التي توظف الإمكانات المادية والبشرية بشكل علمي مدروس وعملي فعال يحقق الأهداف، مع ضرورة اختيار الكوادر البشرية بمعايير كفاءة عالية وأن تكون على وعي شديد بالأهداف المتوخى منهم تحقيقها، مع المتابعة المتواصلة والرقابة والمحاسبة على كل صغيرة وكبيرة، ثم يأتي عامل الوقت واحترامه بالالتزام به في تحقيق أي هدف وفق برنامجه الزمني. هذه بعض القواعد والأركان والأسس الرئيسية في أي مشروع نهضوي لأي مجتمع، وبدون ذلك تبقى الأحلام قابعة في خانة الأحلام لا تستطيع التحول إلى منجزات.


ونحن مثل ما لدينا كفاءات قادرة على النهوض بأحلام الوطن إلا أننا نتعثر بوجود مسؤولين ما زالوا يقبعون في الماضي ومدرسته الفكرية والإدارية، لا هم يضيفون شيئاً مفيداً ولا يدعون غيرهم يعملون، لا يزيدون عن كونهم مجرد إعاقات وعقبات تعرقل المسيرة نحو المستقبل، وأصبح لزاماً الآن في هذه المرحلة التاريخية الفاصلة في تاريخنا الوطني أن نقوم بغربلة صادقة وأمينة وعميقة للمسؤولين عن إدارة الشأن الوطني بكل تفاصيله وجوانبه حتى نستطيع أن نحقق طموحاتنا ورؤيتنا وأحلامنا.