-A +A
حمود أبو طالب
أكتب هذه السطور وأنا في الطريق إلى القنفذة برفقة مجموعة من الزملاء الكتاب والإعلاميين بدعوة من إمارة مكة المكرمة لمصاحبة الأمير خالد الفيصل في جولته التفقدية لمحافظتي الليث والقنفذة، وتحديدا لحضور مناسبة وضع حجر الأساس لمشروع مطار القنفذة. هي المرة الأولى التي أذهب من جدة جنوبا عبر الطريق الساحلي الذي يمتد وصولا إلى جازان، لم أجربه سابقاً رغم توقي لمشاهدة المدن والقرى على امتداده وما سمعته عن جمال الشريط الساحلي وشواطئه، وذلك بسبب السمعة السيئة المزمنة للطريق ومشاكله وحوادثه بسبب رداءته في فترة ما، لكني أراه إلى الآن طريقا مريحاً وواسعاً، وأتمنى أن يكون كذلك إلى نهايته.

هذه المساحة الجغرافية مترامية الأطراف بالاتجاه جنوبا تتمتع بمكونات غاية في الجمال والثراء، شواطئ بكر وبيئة بحرية فريدة في غناها وجودتها، وعلى الجانب الآخر من الطريق سهول وأودية تمثل بيئة للاستصلاح الزراعي الجيد، لكنها للأسف كانت مناطق تفتقر إلى البرامج التنموية الشاملة، وحتى كثير من الخدمات الأساسية الضرورية للحياة. فاتتها خطط التنمية المتلاحقة ولم تحظ منها إلا بالنزر اليسير رغم الكثافة السكانية والمطالبات المستمرة بالالتفات اليها. بيد أن الأحوال بدأت تتغير، أو هي قد تغيرت وبدأت تتحسن كثيراً بسبب عوامل عديدة من أهمها وقوف المسؤولين عملياً على أوضاعها واحتياجاتها بدلاً من الاكتفاء بالتقارير التي تكون غير دقيقة في كثير من الأحيان وربما مضللة أحيانا.


ولسنا نضيف شيئا جديدا عندما نذكر أن الأمير خالد الفيصل من رواد المدرسة الإدارية التي تؤمن بأن من رأى ليس كمن سمع، فهو عبر مسيرته الإدارية الطويلة يتحرك في كل الاتجاهات ليس بالضرورة استجابة لمطالب المواطنين ولا عند حدوث المشاكل فقط، وإنما بمبادرة منه كمنهج إداري أساسي فنراه يتجول في المحافظات ويجتمع بمسؤوليها وأعيانها وشبابها ومثقفيها ويعتبرهم ضمن منظومة فريقه في إدارة التنمية بكل جوانبها وأبعادها.

سنكون في منتهى السعادة عندما نرى هذا الجزء من وطننا الحبيب وقد تجاوز عثراته التنموية وعوّض ما فاته.