-A +A
خالد السليمان
خلال الإجازة الصيفية الماضية، وجه أبنائي الدعوة لصديقهم الأمريكي لقضاء عطلة الكريسماس المدرسية في الرياض، وبعد حماسة شديدة حينها من والديه اللذين تربط أسرتينا علاقة صداقة طويلة بحكم الجيرة خلال زياراتنا الصيفية المتكررة لأمريكا، وبعد إصدار التأشيرة وجدتهما يترددان ويبديان خشيتهما على سلامة ابنهما بسبب ما يسمعانه من أخبار الحروب والاضطرابات في المنطقة التي دأبت وسائل الإعلام الأمريكية على تكثيف بثها مؤخرا!

أرسلت للوالدين أخبرهما ساخرا أنني وأسرتي نشعر بالأمان والطمأنينة في أحياء الرياض أكثر مما نشعر بهما عندما نكون في الحي الراقي الذي نجاورهما فيه في كل مرة نزور فيها سان فرانسيسكو، وأضفت بأنه لولا متابعتنا للأخبار لما علمنا ولا شعرنا بأي مما يجري من حولنا من حروب وقلاقل وأعمال عنف وقتل ودمار فنحن في المملكة العربية السعودية نعيش بأحد أكثر بقاع العالم أمانا واستقرارا وطمأنينة.


بعد إرسال رسالتي، تفكرت بنعم الأمن والاستقرار والطمأنينة التي نعيشها في بلادنا فحمدت الله كثيرا وشعرت بأننا بالفعل محظوظون بوطننا وقيادته التي نجحت في تجنيبه زلازل المنطقة واضطراباتها.

عادت بي الذاكرة إلى أيام أزمة الاحتلال العراقي للكويت وكيف نجحت القيادة الحكيمة للملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- في التصدي للأزمة وخوض إحدى أكبر حروب التاريخ الحديث دون أن تمس شعرة من الإنسان السعودي.

ولأن النعم تدوم بشكر الله، فلنتذكر دائما شكره عز وجل ولنردد ما كانت جداتنا وأمهاتنا يرددنه دائما بكل عفوية «الله يأمننا في أوطاننا»، ولنواصل العمل على بناء هذا البلد العظيم وحفظ أمنه وتعزيز استقراره وحماية أسواره.