-A +A
مي خالد
يوافق اليوم الأربعاء 5 ديسمبر يوم التطوع العالمي، الذي حددته الأمم المتحدة احتفالا بالتطوع والمتطوعين منذ العام 1985م.

هذا العام يرفع شعار في يوم التطوع العالمي عن المتطوعين الذين يبنون مجتمعاتهم المرنة في وجه الكوارث الطبيعية والصدمات السياسية والحروب.


نحن لدينا في مجتمعاتنا العربية والإسلامية بنية فكرية تراثية متماسكة ومنطقية لانطلاق حركات التطوع المجتمعي لكننا نفضل النسخ الأجنبية خاصة لو تبعتها الكاميرات ووسائل التواصل الاجتماعي.

لا أرى ماهو أفضل لتوصيل قيمة العطاء واللطف والتعاطف الإنساني من مجرد قضاء بضع ساعات في المنزل مع الأطفال والوالدين والأشقاء؛ لتصميم عمل تطوعي خاص بالعائلة وتقسيم المهام حسب ميول وقدرات الأشخاص مع إيلاء الأطفال والمراهقين عناية خاصة تسبغ على العمل التطوعي معناه السامي الإنساني النبيل؛ فكلنا مررنا في مراهقتنا بأوقات صعبة جعلت منا ما نحن عليه اليوم، وصقلت أرواحنا وهذبت سلوكنا. أوقات دفعنا فيها ثمنا باهظا للتغلب على مخاوفنا وشكوكنا وما نراه حولنا من شقاء وتعاسة. البعض وأنا منهم عبر التطوع استطعنا أن نقطع هذه الأوقات التي صنعتنا مهما كان بساطة العمل الذي قمنا به أو عشوائيته. ولا شيء في ظني يقتل هذه المعاني مثل حب الظهور والبروز الاجتماعي صعودا على أكتاف الطبقات الاجتماعية المسحوقة أو ذوي الاحتياجات الخاصة أو عمال النظافة إلى غير ذلك من مظاهر رديئة نراها في الإعلام وتوصف بالتطوع أو الصدقات أو الإحسان.

اجعلوا من هذا اليوم يوما إنسانيا في بيوتكم وصمموا مشاريع تطوعية يسهم فيها جميع أفراد عوائلكم؛ مستشعرين القيمة التربوية والإنسانية والدينية في ذلك، وأنكم تنقذون أنفسكم عبرها وليس فقط أولئك الأشخاص الذين صممت لأجلهم الأعمال التطوعية.