-A +A
منى المالكي
كل ما يمر في حياتك من مواقف وأحداث هو درس لك، لابد أن تخرج منه بفائدة؛ و«أزمة إسطنبول» الحالية جعلتني أقف معجبة جداً بحكمة السياسة السعودية، وإن كنت في بدايتها مستفزة حد الألم لما تتعرض له بلادنا من كذب وتزوير وافتراء، ومع ذلك أجد قيادتنا العظيمة تتشح الصمت وتعمل بحكمة ولا نرى غير نتائج فعلية. وقفت أتأمل هذا الفعل الشجاع الذي يتكالب عليه الشرق والغرب ويكون موضوع المادة الإعلامية الأولى في العالم؛ فتشوه الحقائق وتزور المواقف ويظهر الابتزاز في أبشع صوره، وفي خضم هذه الأمواج المتلاطمة يخرج من بين ذلك كله الصقر السعودي مشرعاً جناحيه نحو السماء؛ وكأن المتنبي لم يعنِ غير فارس الرؤية سمو الأمير محمد بن سلمان في قصيدته الشهيرة؛ إذ يقول:

وقفت وما في الموت شكٌ لواقف


كأنك في جفن الردى وهو نائمُ

تمر بك الأبطالُ كلمى هزيمة

ووجهك وضاحٌ وثغرك باسم

وكأني ببعض الزعماء في قمة العشرين وهو يستعرضهم واحداً واحداً مهزومين أمام هذه الشجاعة وهذا الوجه الضاحك الباسم.

من هنا تبدأ الدروس السعودية: اعمل ثم اعمل ودع من يكذب ويزور مهزوماً أمام قولك الصادق الواضح المخلص.

لا يغرك اجتماع الدنيا ضدك فالنهاية محسومة للقوي الشجاع.

لا تعتمد الشكوى سبيلاً لحياتك فالشكوى ديدن الضعيف دائماً.

لا تعمل في الخفاء وتعتقد أن الصباح سيصادقك؛ فالصبح دائماً يكشف الحقائق.

لا تؤمن بالمقولة «اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس»؛ فالناس أذكى مما تتوقع.

الأحزاب حولك ستغادرك وسينفض السامر عاجلاً غير آجل وستبقى وحيداً تشكو جور الأيام عندها ستحتاج إلى «نجم سهيل» ليرشدك للطريق.

* كاتبة سعودية

monaalmaliki@