عبدالرحمن الحميري
عبدالرحمن الحميري
elephant-cartoon-clipart
elephant-cartoon-clipart
-A +A
عبدالرحمن الحميري
أحبّ أن أشاهد ڤيديو

يُظهر فيلًا سعيدًا


في أي مكانٍ من العالم.

وأشعر برضًا أبويٍ عميق

حين أتأمل قطتي

وهي تتثاءب على الأريكة

بعد أن فرغتْ من طعامها.

الآن..وبعد الافتتاحية السابقة؛

يتفرّع هذا النص إلى طريقين:

١- مخرج فرعي: ويسلكه كل الجادّين الذين استنكروا قولي، وفكّروا على الفور بأنّ في العالم ما يكفي من المصائب والمآسي الإنسانية لتشغلنا عن الكتابة عن بضعة حيوانات، وهؤلاء يوشكون الآن أن يرفعوا لافتاتٍ كُتب عليها بالخط العريض: (يهتمّ بسعادة الفيلة والقطط، والأطفال يُقصفون في سوريا ويموتون جوعًا في أفريقيا!).

٢- شارع طويل: ويسلكه أولئك الذين لم يحمّلوا النص أكثر مما يعنيه، وكلّ ما فعلوه أنْ تخيّلوا فيلًا سعيدًا، وقطة تتثاءب على أريكة. أولئك الذين يتمتّعون بالخفة، ويؤمنون بطيش اللحظات الشعورية العابرة، ولا يستجوبون العصافير. وأنا مع هؤلاء القرّاء، وعلاقتي بهم قائمةٌ على امتنانٍ صامت ولطيف، كالذي بين الشمس والبحيرات الساكنة، وأشعر بابتساماتهم، مثل انحناءاتٍ طفيفة لا تُرى في الزمكان.

أحبّ أن أكتب نصًا كهذا

حيث لا أعرف إلى أين يذهب بي

ولا إلى أين يذهب بكم

مثل شريانٍ مفتوح

ودماءٍ تسيل بعد موسيقى الـ Cast

في خيال المشاهدين.

وأحبّ أن أصدّق

أنّ بُعدًا جديدًا خُلق قبل قليل

بوابة نجمية عبرناها باستسلام

وجميعنا متورّطون في هذه الرحلة العبثية

التي بدأت بفيلٍ سعيد

وقطة تتثاءب.

ولا أملك إلا أن أوصي الفئة الثانية

بالاستماع لهذه المعزوفة، في شرودهم الطويل

‏Tambour-The Nude And The Quiet

وبما أنني صاحب السُّلطة هنا؛

سأضمن أن يحظى الجميع بمقعد مجاور للنافذة

إن كانت هناك نافذة.

أما الفئة الأولى

فأنا أضمن لكم حرية التظاهر

والشجب والتنديد

هناك

في منفاكم البعيد.