-A +A
إبراهيم إسماعيل كتبي
جولة خارجية مهمة لسمو ولي العهد شملت دول الرباعية العربية إضافة إلى تونس، ومنها إلى الأرجنتين على رأس وفد المملكة إلى قمة العشرين، هذا الحراك السياسي النشط والمتصل بأبعاده الاقتصادية يعكس بقوة ووضوح أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله - تمد آفاق سياستها بحضور مميز على كافة الأصعدة، ووهج التأثير والمشاركات الدولية والشراكات الاستراتيجية التي تستحقها مكانة وقدرات بلادنا.

هذا التأثير المتزايد لم يكن ليتحقق دون استقرار وتنمية مستدامة، تلبي مقتضيات الحاضر وطموحات المستقبل، وهذه تحديات ليست سهلة إنما هي نتاج سياسة رشيدة تعزز قوة الاقتصاد الوطني ودخول عصر الصناعات والتقنيات الحديثة، وتحولات عميقة لتفعيل دور المواطن والمواطنة، ومكتسبات تتسع وتتجذر في هذا الاتجاه الإيجابي لحيوية المجتمع.


وهكذا تتكامل نجاحات الداخل مع تعاظم التأثير الخارجي للمملكة على كافة الأصعدة ومسؤولياتها في مواجهة التحديات نيابة عن الأمة والتصدي للمخطط الإيراني القطري وغيرهما من رعاة الإرهاب والفوضى، وأذرعتهم الخبيثة في المنطقة عامة وداخل الجارة اليمن خاصة، وأفشلت تمدد مشاريع إقليمية خطيرة تحاول بشتى الطرق تحقيق مآربها، وهو ما يجيب على السؤال: لماذا هذا الحقد الدفين والكراهية لبلادنا؟! لكن كما يقال (إذا عُرف السبب بَطُل العجب) من ذلك الحقد عن عمد أو بجهل وتلك مشكلتهم وأزمتهم.

من أقدار المملكة أنها تمثل قلب العالم الإسلامي بشرف احتضان ورعاية أقدس مقدسات المسلمين وخدمة ضيوف الرحمن بكل اقتدار وإخلاص، وهذا بطبيعة الحال لا يروق لدولة مثل إيران وأمثالها، ومن أقدار المملكة أيضا مواقفها المشرفة تجاه قضايا أمتها العربية، وأن تكون حائط صد ضد مخططات الفتن، كما أن أياديها البيضاء تمتد بالإنسانية الناصعة في كل اتجاه.

كل هذا وغيره من تفاصيل كثيرة واسعة في تطور المملكة وهي تحصد ثمار رؤيتها وتغرس وتؤسس للمستقبل، وبالتالي ليس مستغربا أن يفجر كل ذلك توجهات مريضة لدول لا ترى مكانها وقدراتها إلا على حساب وربما أنقاض غيرها، طمعا في نفوذ واهم وخيالات مريضة بإعادة امبراطوريات بادت.

لوبيات وتيارات في الغرب لها فكرها وتوجهاتها وتحتاج إلى تصحيح الصورة لمن يجهلها، وفي عالمنا العربي والمنطقة دول مارقة وأبواق مأجورة لا شاغل لها سوى التعرض للمملكة، ولو نظروا عن يمينهم ويسارهم في بلادهم لكان أولى بهم الحديث عن جرائم يندى لها جبين الإنسانية، لكن في آذانهم وقرا، وعميت بصيرتهم وقلوبهم بطغيان حقدهم ولا يرون الشمس الساطعة على مسيرة بلادنا، بل (الاستهبال) في التضليل قبل الغباء في خلط الأوراق، وكما قال أحد المحللين الأمريكيين إن أبواق تركيا تعمل بنظرية (اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس) وهكذا تتمادى قطر وإيران وجماعات الشر.

لننظر إلى موقف الإدارة الأمريكية رغم الضغوط الداخلية والانتهازية التركية، حيث جاء تأكيد وزير الخارجية الأمريكي بأن «العلاقات مع المملكة ضرورية للأمن القومي الأمريكي، وأن المساس بهذه الروابط سيكون خطأ جسيما»، وكذا الرئيس الروسي بوتين الذي حرص على لقاء ولي العهد، مؤكدا أهمية دور المملكة لمصالح العالم.

هذا ما يفعله الكبار، أما مكر الصغار وأحقادهم فكما يقول الشاعر: (النار تأكل نفسها.. إن لم تجد ما تأكله)، ويبقى تلاحمنا الوطني خلف القيادة الرشيدة، بفضل الله، صمام الأمان وشموخ العزة، وبطولات بواسل الوطن في الذود عنه، هي أقوى رسالة تصفع كل حاقد وماكر.

* كاتب سعودي