-A +A
عبده خال
في اليومين الماضيين ومع تساقط الأمطار، كانت حوادث الخطوط الطويلة مادة لوسائل الإعلام، فمثّل انهيار بعض السدود الخرسانية، وسقوط أضلاع الأنفاق، وتساقط الصخور، الخطورة الأكثر على عابري تلك الخطوط.

ولأن العمل يتم تنفيذه بعد وقوع المشكلة، لهذا كان لزاماً حث الجهات المسؤولة عن الخطوط الطويلة على العمل قبل وقوع الكارثة، فمعظم الخطوط المؤدية بين المدن الجبلية أو الطرق التي تم شقها بين جبال متواصلة أو مقطوعة تستوجب المراجعة والصيانة الدائمة، أما أن تظل على ما هي من تغيرات مناخية كـ(التعرية مثلاً) ولا يحدث إزالة ما يمكن أن يمثل خطراً فهذه مسؤولية يجب على الجهات المعنية محاسبة المقصرين عن الأداء الأمثل.


وليس من المعقول أن تتساقط الصخور من المرتفعات الجبلية من غير وجود وسائل السلامة، إذ تجد طرقاً صخرية عديدة من غير وجود تثبيت الصخور بشبكات الفولاذ أو صب الخرسانة، هذا إذا لم تكن هناك فرصة لإزالة خطر الصخور فهناك وسائل سلامة عديدة ومعروفة عند مهندسي الطرق سواء كان ذلك بتوسيع المناطق التي يتوقع فيها سقوط الصخور، وإن لم يكن ذلك ممكناً فبتكسير الصخور الناتئة أو إزالة ما يشير على أنه آيل للسقوط أو وضع مساند ترتكز عليها الصخور لتثبيتها أو تثبيتها بالروبة الأسمنتية، أو إنشاء جدر استنادية بارتفاعات تتناسب مع مخاطر التساقط، وكل هذا لا يتم من خلال النوايا الحسنة، بل من خلال العمل وبذل الجهود خوفاً على أرواح الناس واستشعار المسؤولية، ومن سنوات فإن المهمة الرئيسية شق الطريق ولا يتبع ذلك مراجعة ما تحدثه عوامل التعرية أو تساقط الأمطار، ولهذا نأمل من الجهات المسؤولة تمشيط كل الطرق التي تقع فوقها أو حولها أو أسفلها مخاطر من تساقط الصخور.

ومثل هذه القضايا نادراً ما تتم مناقشتها حتى مع وجود الأخطار ووقوع الحوادث وموت بعض العابرين لتلك الطرق، فلا يحدث إلقاء التهمة على من أهمل الطريق وجعله حفرة قبر.. هذا لا تحدث مناقشته إلا نادراً ونادراً جداً.. أتمنى أن تكون هذه القضية بالأهمية بمكان حتى يتم الالتفات لمثل هذه الأخطار.