-A +A
سلطان الزايدي
لماذا الشكوى من التحكيم مستمرةٌ وبكثرةٍ؟

ما زالت الأسئلة حول التحكيم واتحاد الكرة كثيرةً، يكتبها الشارع الرياضي باستمرارٍ مع نهاية كل جولة..! لكن يبقى تكرر الخطأ أمرٌ مرفوضٌ، فلا يمكن لرئيسٍ مثل سعود آل سويلم أن يتحدث عن التحكيم ويقدم أدلَّته ونتجاهل كل هذا؟ ولا يمكن أيضًا لرئيس هيئة الرياضة أن ينتقد لجنة المسابقات في اتحاد الكرة ونترك الأمر دون تعليقٍ واضحٍ ومفهومٍ!.


إن كرة القدم لعبةٌ شعبيةٌ تنافسيةٌ، والإنسان العربي خصوصًا يرفض بطبعه الخسارة، وحين نناقش أمرًا كهذا فنحن مجبرون على تحديد كل التفاصيل والدوافع التي تجعل هذا المشجع في أفضل حالاته أو في أسوأها، فالإيجابيات تحتاج من المسؤولين عن العمل تطويرها، والسلبيات إن فشلنا في تعديلها لا يجب أن نفشل في منع تكرارها، كلُّ شيءٍ يتغير ومهيأٌ للتغيير مهما بلغت صعوبته، فالخطأ أن نتوقف ونرفع راية الاستسلام.

فتقنية حكم الفيديو كانت وما زالت حلًّا مناسبًا لتفادي بعض الأخطاء التحكيمية المؤثرة، لكن أن يتمّ تحويلها بناءً على بعض الأحداث إلى مصدر شكٍّ وقلقٍ لدى بعض الجماهير، وتقديمها وفق الأحداث التي تحدث على أنها تخدم فريقًا وتضرُّ آخر، فهذا الأمر مزعجٌ بالتأكيد، وكأننا عدنا لنقطة الصفر..!

فالمشجع النصراوي يحق له أن يغضب من عدم احتساب «البلنتي» لنور الدين امرابط في مباراة الشباب الماضية، ويحقُّ له أن يعترض على بعض القرارات التي تدخل في صلب عمل تقنية التحكيم بالفيديو، ويتمّ تجاهلها من قبل القائمين على هذه التقنية، بينما نفس الأخطاء تتمّ متابعتها بدقةٍ من قبلهم في مباراةٍ أخرى..!

إن عدم متابعة الأخطاء أثناء المباراة بالشكل الصحيح يترك باب التأويلات والشكوك مفتوحًا أمام الجميع، فالمتضرر سيصدح بصوته في كلّ مكان، والمستفيد سيرمي الأمر إلى جوانب أخرى، كأن يقول: ذلك الفريق جُبِل على فكر المؤامرات، وقد اعتاد على ذلك، بينما الحقيقة تقول: إن هناك فعلًا فريقًا متضررًا، وقد وقع عليه ظلمٌ كبيرٌ، وهناك فريقٌ مستفيدٌ، استفاد من سوء تقدير بعض الأشخاص المسؤولين عن تلك التقنية.

* تغريدة: «يبدو أننا لا نريد أن نتعلم من الأخطاء».