-A +A
منى المالكي
يفرح العرب كثيراً بظهور نجم سهيل ويستبشرون به بل وبظهوره يأتي السيل الهادر ليجرف ويروي ويبعث الحياة والأمل «إلى طلع سهيل لا تامن السيل» كذلك كان وسيكون دائماً فارس الرؤية الأمير محمد بن سلمان الرجل الذي سكن بين النجوم ولم يرض بديلاً على أن يكون «نجم سهيل» الذي ظهر في عتمة الكرب وظلام الكذب والافتراءات، فارتجفت قلوبنا عشقاً لذلك الفارس الذي بدأ على صهوة سحاب وفي ذلك ينشد أبو العلاء المعري:

و(سهيل) كوَجْنَةِ الحِبِّ في اللَّون


وقلبِ المحبِّ في الخفقانِ

الزيارة التي يقوم بها الأمير محمد بن سلمان لعدة دول قبل الوصول إلى الأرجنتين لحضور قمة العشرين هي الرسالة الذكية التي يعجز عن فهمها من لم يتجاوز صوته أذنيه ! هنا يبدأ الفعل السياسي المحنك والذكاء الذي تميزت بها السياسة السعودية سياسة الأفعال والأفعال القوية فقط، تلك السياسة التي لايستطيعها إلا رجال السعودية العظمى، تلك الدولة التي مهما تكالب عليها الأعداء بقضهم وقضيضهم تتكسر نصالهم على صخرة دهائها وعظمتها، يتكرر المسلسل الشاذ في كل مرة بنفس السيناريو وإن تغير الممثلون والمخرج ولكن يبقى عنوان المسلسل الحسد ذلك الداء الذي لن يتعافى منه سكان شبه الجزر المليئة قلوبهم غلا على بلد بحجم السعودية وشعب يلتف حول قادته ويحيطهم إحاطة السوار بالمعصم.

يقول الشاعر الشعبي:

سهيل نجمه قد له أيام شفناه

واقفى سموم القيظ وأقبل براده

راعي الولع يفرح ليا حل طرياه

تمضي لياليّه سرور وسعاده

الزيارة الصدمة! التي يقوم بها الأمير محمد بن سلمان شتت جمعا كبيرا وبدأت الحسابات تعود للمربع الأول، فكما أن هناك الكثيرين الذين يفرحون بطلوع «نجم سهيل» فإن هناك من يتمنى عدم طلوعه، وذلك لأنه يتسبب وقت طلوعه في تفرق البوادي عن الموارد، ولذلك كان نجم سهيل الأمير محمد بن سلمان الرقم الأصعب في معادلاتهم الخاسرة.

لم تكن السياسة السعودية في الأزمات السياسية بدءًا من «حادثة الحرم» وقبلها مع القوميين العرب ثم «احتلال الكويت» و11 «سبتمبر» والآن في «كذبة إسطنبول»، سياسة تصريحات فارغة أو أقوال جوفاء كانت دائماً صعبة التنبؤ بما تفعل هذا النهج السياسي السعودي الرصين مستمر أيضا مع رؤية نجم سهيل.

* كاتبة سعودية

monaalmaliki@