-A +A
عبده خال
جدة غير.. فعلاً هي مدينة مختلفة، مدينة لا تشيخ، وإن شاخت عادت كطائر العنقاء..

وقبل الحديث عن هذه العروس، أجدني أتذكر لقاءً مع الأمير خالد الفيصل (بث عبر القناة السعودية الأولى) إبّان سيول جدة التي فاضت وأغرقت وهدت وأتلفت أشياءً كثيرة، في تلك السيول خرج الأمير خالد ليتحدث عن المشاريع المستقبلية لمحاصرة السيول ببناء التصريفات المانعة من دخول مياه الأمطار التي تحملها الأودية، وقد فعلها بأن سخر لها جهده وأشرف على لجنة متخصصة عملاً وميزانية لتنفيذ مشروع تصريف مياه الأودية..


في ذلك اللقاء التلفزيوني كنتُ من ضمن من حاور سموه عن كوارث سيول جدة، وفي آخر سؤال -كان من نصيبي- قلت لسموه: أعيدوا لنا بحرنا..!

حضرتُ كثيراً من الجلسات التي يخصصها الأمير خالد لفئات وأطياف من المجتمع، وفي كل لقاء كان سموه يسجل ويدون ما يقال في المجلس، ويحرص على تدوين النقد أكثر من حرصه على المدح -وفي أوقات كثيرة- يهمل المداح..

البارحة وأنا أتنزه على الواجهة البحرية، هجستُ: صَدَقَ خالد الفيصل، فقد أعادَ بحر جدة لأهلها.! واجهة قفزت ببحر جدة لأن يكون شاطئاً عالمياً بكل المقاييس، فقد تم تنفيذ عمل جبار وسخرت له كل الإمكانات التي يمكن لها أن تجعل من الواجهة البحرية شاطئاً عالمياً.. ومن شدة روعة المكان تعجز الكلمات عن إيصال الدهشة لمن يتنزه في تلك الفتنة السافرة بجمالها..

وأعتقد أن على المتنزهين احترام كل ذلك الجمال بالمحافظة عليه، وأن تسمو التصرفات بما يلائم الإنسان المتحضر الذي يخشى على إتلاف منجز كهذا.. ولأن البعض لايزال متأخرا على استيعاب منجز كهذا فإن العقوبات التي فرضت على المتنزهين تستحق تطبيقها بصرامة..

هذه التحفة الجمالية نفذت في عهد الأمين السابق هاني أبوراس، فهو جدير أن يدخل في سجل محبي جدة بحيث أعادها كما فعل سابقاً محمد سعيد فارسي قطعة سكر.

* كاتب سعودي

Abdookhal2@yahoo.com