-A +A
خالد السليمان
أيدت محكمة الاستئناف الكويتية أحكاماً أولية بإلغاء قرارات لوزارة الإعلام بمنع نشر وتداول عدد من الكتب، وبررت المحاكم قراراتها بأن المنع لم يعد مجدياً في هذا الزمن المتغير والعالم المنفتح !

برأيي أن القضاء الكويتي استند إلى فقه الواقع في التعامل مع قضية الكتب الممنوعة، فأدوات المنع والحجب التقليدية في مجال الرأي والنشر اليوم لم تعد مجدية مع سقوط الأسوار والحدود بين الدول بفضل الإنترنت وتطور وسائل التقنية والتواصل عبر الفضاء السيبراني !


اليوم جميع قرارات المنع والحجب التي تصدرها إدارات الرقابة في الدول شكلية، والقارئ بات قادراً، في سبيل الوصول إلى أي محتوى منشور، على تجاوز جميع أشكال المنع والحجب عبر الإنترنت، ولم تعد هذه الإدارة تملك سوى محاكمة النصوص نفسها بدلاً من معاقبة قرائها، وهو ما تفعله الدول الغربية التي تقاضي النصوص المخالفة لأنظمتها كدعوات الكراهية والإرهاب وتمجيد النازية، لكن القارئ يملك كل الحرية في الوصول إلى أي محتوى تطاله أنامله عبر جهازه الحاسوبي !

يقف الرقيب التقليدي في مجتمعاتنا العربية اليوم بلا حول ولا قوة أمام سقوط الجدار العظيم الذي كان يملك جميع مفاتيح أبوابه، وبات وعي القارئ هو الرقيب الفعلي في تحديد خياراته، بينما ستكون بيئة تداول الرأي المخاض الفعلي لفرز وتحديد سلبيات وإيجابيات التأثر !

باختصار.. العقول اليوم تتشكل بعيداً عن مسطرة وقيود الرقيب، والزمن وحده سيحدد إلى أين يقود ذلك الأجيال القادمة !