-A +A
عبده خال
الآن وقد عبرتنا موجة إعلامية ساخنة، نفث فيها كل معاد أو كاره للوطن، وانبرت القنوات الحاقدة لتوزيع التهم، وخلق سيناريوهات لما سوف يؤول عليه وضع البلد، وذهبت الأخبار المعادية إلى سن عقوبات شاملة، تبدأ من المقاطعة الاقتصادية وتنتهي بالتدخل في شؤون البلاد السيادية.

واستطاع الإخوان (برئاسة أردوغان) اللعب على تسريبات إعلامية كان الاستهداف منها إسقاط السمعة الدولية والإقليمية للسعودية حتى أن مسؤولين من حزب العدالة والتنمية (الحزب الحاكم في تركيا) لجأوا إلى المطالبة بتدويل الحرمين، وكان ادعاء بليدا، وتجييشا غبيا أراد فيه المطالبون تمرير اتهام لدولة منذ أن قامت وهي راعية وحامية لبيت الله وضيوفه..


وبعد أن هدأت تلك الأمواج من الأخبار المثارة والجائلة في زوايا الأرض، استطاعت السياسة الخارجية السعودية امتصاص واحتواء تلك الأكاذيب وإدارة الأزمة بما لا يمكّن أي ابتزاز من الوصول إلى الهدف المرسوم له بزعزعة كل شيء.

الآن، علينا استرجاع ما حدث إعلاميا، وعلينا خلق لوبي إعلامي في جميع دول العالم المتنفذة، إذ كان الإعلامي الكاره لنا يقود الحملات الإعلامية دون أن يجابه إعلاما موازيا في تلك الدول، نعم حمل المواطنون دفاعهم المستميت عن وطنهم إلا أنه دفاع محلي، كنا -نحن المواطنين- نستهلكه لأنفسنا بينما كان الإعلام المعادي يتواجد في قلب العالم وبلغات مختلفة، ولكي تكسب العالم يجب أن تتحدث بلغتهم وأدواتهم وقنواتهم.

فهل يمكن إجراء تعديلات في سياساتنا الإعلامية؟

أتصور أن أبناء البلد هم الأقدر في الدفاع، ولهذا يستوجب تسكين أسماء إعلامية لها عمق إعلامي من خلال تواجدها العميق في دهاليز العالم والدفع بهم إلى قلب العالم لتكوين لوبي إعلامي ينافح عن الوطن ويظهر مقدراته وسلامة نواياه الحسنة للجميع، ويفضح الأكاذيب التي تروج ضد الوطن..

وأعتقد أن تكوين هذا اللوبي مهمة المجلس الأعلى للإعلام كخطوة ضرورية لمواجهة شلالات الإعلام الخارجي.