-A +A
أسعد عبدالكريم الفريح
أقرأ كما يقرأ الأكثرون عن الإنجازات العلمية الرائعة، إذا صحت الأخبار والاكتشافات العلمية عموما ومنها قبل أشهر عدة، من جامعة هارفارد عن طريقة علاج جديدة لمرض السكري ممكن أن تقضي عليه نهائيا، وعلى أية حال الطريقة والتفاصيل لا تعنينا هنا، فأي مهتم يستطيع أن يبحث في جوجل، المهم إن صحت هذه الأخبار، فنحن أمام فتح ضخم من أعظم الإنجازات، فهو وباء لا يتوقف، ليس له تطعيم ولا علاج آخر إلا أدوية الروتين اليومي التي هدت حيل الإنسان، كم من إنسان أتعبه وأضناه هذا السكر اللعين، شعرت بالألم والحسرة، تمنيت أن يكون هذا الاكتشاف على يد أحد أبناء هذا الوطن، أمّلت أن تكون إحدى جامعاتنا لها دور أو حتى «حجرة» في هذا الاكتشاف أو حتى في غيره.

نعلم أن هناك اجتهادات من جامعاتنا ومن الجهات التي لها علاقة بالموضوع، ولكن والمصيبة في لكن هذه، التي تظهر لنا كلما تحدثنا عن منجز أو أسلوب أو فكرة فتعطل كل أمل وتقضي على كل طموح، نعم هناك أرضية لهذا العمل ولكنها غير خصبة، إنها تسير بسرعة السلحفاة وكأنها تخشى من ساهر ولا حتى نائم. من يعمل يخطئ ويصيب وإنما هدفه الأول هو النجاح لا غير. أتمنى أن تكون هناك ومضة قوية وسريعة تضيء سماء العلم، يجب أن تكون الجامعات مطالبة بإبراز إنجازاتها العلمية، وتكون هناك أنظمة لهذا العمل ومتابعة، وأن يحصر في كل عام ما أنجزته الجامعات وتكون هناك منحة مالية مجزية أو شكل عالٍ من التقدير للجامعة التي تقدم إنجازا عمليا لافتا، بعد تقييم اختراعها العلمي. يحتاج الأمر إلى جهة تكون أكثر قدرة وذات رتم سريع وفاعل لمتابعة البحث العلمي، وتشجيع المواهب بحرص الخائف على وطنه والمحب في نفس الوقت. وأن يكون هناك تبنٍّ بحجم أحلام هذه المرحلة وبقوة مبادرات قادتها.


الوجود المادي لا يعتد به إن لم يسفر عن ولادة إنجازات، الآمال المعلقة على هذه المرحلة الواعدة كثيرة مع كل حيثيات الحياة وأعبائها الشتى، وهذا هو قدر الرجال العاملين الأوفياء الذين نبذوا رداء الروتين وحطموا ساعات الانتظار، الأمر يحتاج إلى هزة ربما بمقدار ٧ على مقياس رختر من أجل تطوير العلم من أخمص قدميه إلى رأسه، فبالعلم ترقى الأمم وتسود، وعلاج البطالة ليس في تعليمات روتينية، نحتاج إلى خطة طموحة، ولن تكون إلا بإصلاح مسار مخرجات التعليم لتلائم بيئة العمل، الشاب السعودي يتمنى أن يكون يدا مرغوبة ومطلوبة، فهو مواطن كريم يستحق بمخرجات التعليم أن نجعله رقما لا يستغنى عنه، إضافة أخيرة وهي الأهم؛ هل من برنامج عملي وعاجل لتكوين السلوك المجتمعي المنضبط انطلاقا من المدرسة وبدءا من إرجاع الطالب الكرسي إلى عند قيامه من مكانه والخروج من الفصل بطابور والوقوف عند المقصف بطابور إلى مجمل آداب التعامل العامة، بضبط السلوك بحزم والالتزام بالأولويات والحقوق ستتغير حياتنا إلى الأفضل، عندما تكون آمالنا وأمنياتنا بين يدي من همه النهوض بهذا البلد العظيم بالفكر المتجدد والإنجاز الحاسم، لا نشك أنها ستحقق.