-A +A
عبده خال
منذ بداية التسريبات في مقتل الأخ جمال خاشقجي والتأكيدات تتمركز في استهدف الأمير محمد بن سلمان. فلماذا محمد بن سلمان؟

وثب ولي العهد وثبة عالية مخترقاً عشرات السنوات؛ لوضع بلده في مقدمة الدول الكبرى سواء أكان من خلال الدخول في مجموعة العشرين أو من خلال حرق الزمن بإصلاحات اجتماعية كان المجتمع يرزح تحتها، ولولا القرار السيادي لبقيت الدولة في حالة تكلُّس وتأخر في مستويات عدة.


هذه الهمة الطامحة للوصول بالبلد إلى المستقبل، وهذا (التكتيك) لم يأتيا على هوى القوى المعادية التي كانت تنتظر الفرص لإحداث أي فوضى داخلية، وكما قلت سابقاً إن تأجيج الفوضى على مستوى القاعدة الاجتماعية لم تثمر جهوده إلا الفشل، وفي حادثة مقتل جمال خاشقجي كان الاستهداف حاضراً، استهداف الهرم السياسي ومحاولة العبث في تلك المنطقة التي لو ارتبكت لا حدث ما يتمناه الأعداء..

ومنذ التسريبات التركية التي مررت المعلومات الناقصة كنوع من الابتزاز وتعبئة وسائل الإعلام العالمية أن من يقف خلف جريمة مقتل جمال هو الأمير محمد بن سلمان حتى إذا ثارت الدنيا لم يعد بالإمكان إيقاف القنوات الفضائية التي تستهدف البلد استهدافاً مباشراً، ولو كان هناك فطنة لكان هناك سؤال عن السبب الذي يلجأ إليه ولي عهد دولة إقليمية قوية نافذة لمطاردة مواطن وقتله.

هذا السؤال كان من الواجب النهوض به كدفاع أمام تسريبات تركيا.

ونشط ابتزاز المملكة من جهات عدة، وفي كل فترة يقال ستكشف تركيا تسجيلات عن تورط ولي العهد، وكلما وصلت التسجيلات إلى عواصم العالم خرج مسؤولوها للقول: ليس هناك أي تسجيل يثبت ما ادعته تركيا من اتهام للأمير، ومع ذلك كانت أماني الإيقاع بالمملكة متركزة على الرئيس ترمب وما سيقوله، وبالأمس تحدث الرئيس الأمريكي بقوله: «لن أقدم على ارتكاب أي حماقة مع السعودية؛ لأن ذلك سيدمر الاقتصاد الأمريكي»، وهو القول الذي سيظل كمسمار جحا ولا يخلو من حالة الابتزاز القادمة علماً أن ترمب والكونغرس يعلمون تماماً أن تركيا ورطتهم في استباق التحقيقات وعدم مطابقة الأدلة مع ما تم تسويقه إعلامياً.

وهذا ما دفع القنوات المعادية لتوسيع زوايا وجنبات التصريح باحتماليات لا يمكن الارتهان إليها، فلغة الخصم لغة معادية تكذب حتى يخرج الكذب من الحروف قبل الكلمات.