-A +A
منى المالكي
في جلسة حوارية رائعة مع طالباتي في محاضرة حول كتابة المقال، اختارت إحدى المميزات أن يكون التطوع هو عنوان لمقالها، ثم دار النقاش حول فكرة التطوع وأهدافه، عندها تعددت الآراء واحتد النقاش بين من ترى أن التطوع هو استغلال لطاقات شبابية من قبل مؤسسات تتقاضى مبالغ كبيرة بينما المتطوعات لا ينالهن من هذا المال جانباً، وهي ترفض الاستغلال وتطالب بمبلغ مالي جيد نظير جهدها ووقتها.

بينما يرى فريق آخر من الطالبات أن التطوع هو فرصة هائلة لاكتساب المهارات الضرورية لسوق العمل بعد ذلك، وأننا في مقتبل العمر للمطالبة بأجر نظير خبراتنا المتواضعة !


هذا الحوار الحاد والجاد استغرق أغلب وقت المحاضرة التي كنت أشعر معهن أنني أمام جيل واعٍ جداً يعلم عن ماذا يتحدث وكيف يأخذ وماذا يقدم ! وأن التطوع وإن كان عملا نبيلا ولكن لا بد أن يكون له أهدافه المحددة التي يتوازن عندها العرض والطلب.

النقطة التي أفرحتني كثيراً هو التعريف الجديد للتطوع لدى شبابنا، وهو أن هذا المفهوم ليس محصوراً فقط في الأعمال الخيرية التي نطلب فيها الأجر وكفى، فالتطوع يمتد لأن يكون تقديم مساعدة وعمل نبيل للجميع بدون استثناء و حتى للآخر المختلف عنا ديناً وثقافة، بهذا المفهوم الرائع نستطيع أن نقول إننا أمام السعودية الجديدة.

ويبقى السؤال: هل تقبل أن تتطوع بمقابل أم بدون مقابل ؟!

* كاتبة سعودية

monaalmaliki@