-A +A
حمود أبو طالب
ما زالت الحملة المسعورة ضد المملكة مستمرة، هي موجهة أساساً لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أي لمستقبل المملكة الذي يمثله برؤيته ومشاريعه الطموحة وقراراته الحازمة تجاه القضايا التي تهدد أمن المملكة بالدرجة الأولى والمنظومة الخليجية والعربية عموماً عدا قطر التي اصطفت كعميل علني لسدنة مشروع الخراب والتجزئة والفوضى الذي تمت مرحلته الأولى وتستهدف مرحلته الثانية الدول التي ما زالت مستقرة وفي مقدمتها المملكة التي تصدت لهذا المشروع بقوة وحزم ووقفت بصلابة أمام وكلائه وعملائه ومرتزقته، وأفسدت أطماع الحالمين بإنجازه.

لم يحدث أن تصل بعض وسائل الإعلام إلى هذه الدرجة من الجرأة، أو بعض المسؤولين والبرلمانيين في أمريكا أو غيرها إلى هذا الحد من التطاول كأن يطالبوا بالتدخل لتغيير منظومة الحكم في دولة ذات سيادة، فما بالكم بالمملكة التي تمثل العمق الإسلامي والعربي، والثقل الاقتصادي العالمي، والمكانة المحترمة بين دول العالم. المطالبة العلنية بإزاحة ولي العهد على خلفية اتهامات لم تثبتها أدلة في قضية جمال خاشقجي هي وقاحة غير مسبوقة وجرأة متناهية غير مقبولة وسابقة سيئة في الإعلام والمؤسسات السياسية التي يتبنى بعض أعضائها هذا الطرح المستفز.


المملكة ليست جمهورية موز كما قلنا سابقا وكما يعرف هذه الحقيقة الإعلام والأشخاص الذين تطاولوا على رموز الحكم فيها. هم يعرفون جيداً أنها دولة ثابتة ومستقرة من أهم مبادئها رفض أي شكل من أشكال التدخل في سيادتها وشؤونها الداخلية، ولا تسمح بتجاوز الخطوط الحمراء التي وضعتها للفصل بين ما يمكن ولا يمكن الخوض فيه. لذلك فإن وصول الأمور إلى هذا الحد هو أمر يجب التعامل معه بجدية وقوة ووضوح ليعرف المتجاوزون أن ما يفعلونه مرفوض تماما.