-A +A
علي بن محمد الرباعي
السؤالُ في العنوان افتراضي. إذ ليس هناك عقوق بالمعنى الاصطلاحي للكلمة. ولو طرحنا السؤال عبر استبيان ستأتي إجابات متعددة، وربما متضاربة، وينسف بعضها بعضاً. بحكم أن كل من نطرح عليه السؤال سيذهب لتبرئة ساحته من العقوق، فالإداري يقول لك أنا أطبق الأنظمة والتعليمات، والمواطن العادي يقول (إيش اللي بيدي وأسويه)، ورجل الأعمال يرى «رأس المال جباناً».

من المتفق عليه أن عدداً من أبناء منطقة الباحة أسهموا في بناء مدن شتى من الغربية إلى الشرقية إلى الشمالية إلى الجنوبية، بناءً مادياً ومعنوياً، تجارة وإدارة ومقاولات وتعليماً، ولا ريب أن كل منتمٍ عائلياً لهذه المنطقة يريد أن يكونَ ابناً باراً بها ولها. وربما البعض ليس عاقاً لكن برّه بالمنطقة عاطفياً أو بالكلام فقط.


عندما نتحدث عن منطقة بحجم الباحة مرّ عليها عشرات الحُكّام الإداريين، وخدم الوطن منها قيادات، وبرزت من رجالات أعمالها أسماء كبيرة، إلا أن البعض لم يلتفت للمنطقة شأن بعض الموسرين الذين بدأت أفعالهم تظهر للعيان من خلال مشاريع إنسانية وتنموية مؤذنة بعدوى إيجابية تسري للبقية لتكون منطقتنا في المرتبة الأولى تنموياً واستثمارياً.

نلتمس العذر لبعض المترددين، ونتفهم محاولات البعض الخجولة، إلا أن ذاكرة المنطقة لن تحتفظ إلا بمن سطّر اسمه في سجل تنميتها بمداد من ذهب، والعطاء ممكن من كل أحد، فمدير الإدارة الذي يؤدي عمله على أكمل وجه، والمواطن الإيجابي الذي يبذل من ماله وممتلكاته في سبيل توسعة شارع أو بناء مدرسة أو زراعة حديقة كل ذلك من وسائل التنمية وإيجابية المواطنة الصادقة.

الباحة ليست فقط مناخاً معتدلاً، ولا تضاريس فاتنة، ولا طفرة عمرانية، ولا كثافة سكانية، ولا فرصاً استثمارية، إنها ذلك وهي فوق ذلك تكامل بين عبقرية مكان، وإبداع إنسان، وربما يكون للمنطقة شيفرة خاصة، أو مفتاح سحري، يحاول كل مسؤول أن يجده ليصل لما هو أبعد وأعمق من أداء الواجب.

بالطبع أداء الواجب مطلوب بل هو سابق للبحث عن التسهيلات والامتيازات، والتنمية تكامل أدوار بين جميع مكونات المجتمع، ونحن في عهد استبشار بخير، ومن لم يستطع أن يسهم في خدمة المنطقة ولو بكلمة تشجيع لمن يعمل فليغمد سيف نقده ونقمته.