-A +A
«عكاظ» (أبوظبي)

ناقش ملتقى أبوظبي الإستراتيجي الخامس، اليوم (الاثنين)، ضمن فعاليات اليوم الثاني من الملتقى، قضية «صفقة القرن» التي لا تزال غامضة في ظل عدم طرح تفاصيل مضامينها وهو ما جعلها لغزا للكثير من المحللين، وهو ما دفع النقاش حولها محاولة لفهم أبعادها وما يمكن أن تؤتيه من نتائج إيجابية أو سلبية على عملية السلام.

وفي هذا الصدد، قال الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، خلال مداخلته، إن صفقة القرن لا تُشكل صفقة بأي حال من الأحوال لأنها في ما يبدو تتبنى وجهة النظر الإسرائيلية، باعتبار أنها استبعدت قضية القدس من التفاوض منذ البداية، إضافة إلى أنها تأتي مرة أخرى بالخيار الأردني إلى الطاولة، كما أنها تأتي بالخيار المصري لأول مرة، مؤكدا أن الأردن ومصر وحتى الفلسطينيين لن يقبلون ذلك.

وطالب بإعادة إحياء المبادرة العربية للسلام لعام 2002، معتبرا أنها تلبي مطالب الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على نحو متوازن.

وطرح حلا آخر، وهو أن يجلس الخبراء الضليعون بالنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي وباقي الأطراف المعنية معاً، ليقوموا بوضع خطة واقعية ومقبولة للسلام.

وشدد موسى على أن «القضية الفلسطينية لا تزال حية لدى الشعوب والدول العربية، والدليل أنه لم يوافق أحد من العرب على قرار إدارة ترمب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس».

كما استنكر أي طروحات حول استبعاد قضيتي القدس واللاجئين من الحل، والتعامل مع المستوطنات كأمر واقع، متسائلا كيف يمكن لطرف فلسطيني أو عربي أن يقبل بالصفقة.

وأضاف أنه لا يمكن حل مشكلات الشرق الأوسط دون حل القضية الفلسطينية، ولا يعوض عن ذلك إجبار إيران على وقف سياساتها الخشنة أو اقتناع تركيا بأنها لا يمكن أن تقود العالم العربي.

فيما قال المستشار في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، السفير دينيس روس، إنه من الخطأ إعطاء أحكام مسبقة على صفقة القرن قبل كشفها، مؤكداً على ضرورة أن تقدم هذه الصفقة للعرب ما يُتيح لهم توفير غطاء للقيادة الفلسطينية.

وأشار روس إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يرى نفسه مختلفاً عن الرؤساء الأمريكيين السابقين، وأنه قادر على التوصل إلى حل للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي.

وشدد على أهمية تقديم محتوى الخطة إلى القادة العرب المعنيين بمحاولة الوصول إلى سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتحديداً قادة مصر والسعودية والإمارات والأردن والمغرب، وأن تأخذ بالاعتبار ملاحظات هؤلاء القادة، كما أنه يجب على الخطة في نهاية المطاف أن تلبي مطلب الفلسطينيين بإقامة دولة مستقلة، فأي حل لا يرتكز على حل الدولتين لن يقبله الفلسطينيون.