-A +A
فواز الشريف
في كثير من المرات أجد أن هناك حالات تشجيعية في مختلف المدرجات وأكثر الأندية لأفراد وجماعات تحتاج إلى دراسة حقيقية للاستفادة من تجاربها مستقبلا.

وفي كثير من هذه الحالات التي صادفت بعضها أجدها تعاني وبشكل عميق من جهل لطبيعة التشجيع وأسبابه وطريقة التعايش معه ومع نتائج كرة القدم على اعتبار أنها لعبة.


لقد حاولت من خلال كتابات سابقة الإشارة إلى ضرورة العمل على دورات أو ورش عمل أو ندوات حول الثقافة التشجيعية للأندية والاستفادة من الوصف الدارج للمشجع باعتباره إحدى أدوات النجاح لكل لعبة والداعم المهم لها إلا أن ذلك لم يقدم في الواقع أو يؤخر فكل ما في الأمر أن كرة القدم بالنسبة لنا مجرد صراع.

وحين تتابع وسائل التواصل الاجتماعي والتي أصبحت السلاح الأسرع لإصابتك عقب كل مباراة يخسر فيها فريقك المفضل تكتشف من ثنايا الرسائل المتتابعة أنك أحد أسباب هذه الخسارة وأنك المعني بها وأن حزنك هذا المساء مصدر لسعادة الآخرين وهذا ليس لأنك لا تستحق بل لأنك شرعت جوانح سعادتك في كثير من المرات على أحزانهم.

هذا الموسم أعتقد اختلفت اللعبة وعلى الرغم من الهاشتاقات المؤجرة إلا أن كثيرا من عقلاء المدرج أدركوا أن لعبة كرة القدم أكبر من مجرد «طنازة» وأن ليلة كل مباراة هي بالنسبة للناس حدث ترفيهي يستحق العناية به والارتقاء إلى مستوى الحضور والمشاركة أو احترام المتابعة والتشجيع والهتاف ثم العودة إلى حياتهم المعتادة دون الحاجة للشماتة.

أنا لست رافضا للحالة التشجيعية التي تحدث في ما بين جماهيرنا ولكن أعتقد أنها تحتاج إلى تقنين وإلى معرفة طبيعته والتعامل معها على أنها جزء من الترفيه ليس إلا.

كرة القدم ليست ابنة الرياضة فقط لأنها شريكة الثقافة والفن والمجتمع وتشمل كل ذلك وأكثر من ذلك أنها شيء من المرض أكبر من الاعتلال وأقل من الجنون ولذا من المهم التعامل مع مشجعها ومنهم أنا على أنه حالة والحالات تتبدل وتتغير وتتحسن إذا أدركنا بالفعل أننا حالة.

meissa2030@gmail.com