عبدالسلام الوايل
عبدالسلام الوايل




خالد اليوسف
خالد اليوسف




تغريد سعادة
تغريد سعادة
عبدالسلام الوايل
عبدالسلام الوايل
-A +A
علي الرباعي (الباحة) okaz_online@
حمّل مثقفون المترجمين العرب مسؤولية تشويش صورة العربي في المخيلة الغربية، وعزا متخصصون الصورة النمطية للعربي إلى ما تبثه بعض القنوات وما تقدمه وسائل الإعلام الغربية من مشاهد رجعية وتقليدية ولا تعبّر عن الواقع.

ويذهب أستاذ علم الاجتماع الدكتور عبدالسلام الوايل إلى أن ترجمة الأدب العربي إلى اللغات الأخرى وسيلة حضارية وأداة تواصل فعالة بين الشعوب، لافتاً إلى أن صورة العرب في الغرب تأثرت بسبب النمطية التي حاصرنا بها البعض (عرب النفط، التطرف، الإرهاب).


وأكد أن ترجمة الإبداع خصوصاً الرواية والشعر يمكن أن تسهم في التفاعل، وتكسر الصورة النمطية لتبرز الصورة الحقيقية للإنسان بمواجعه ومتاعبه وهمومه اليومية.

وعدّ الترجمة خصوصاً للرواية باعتبارها وسيلة تفاعلية وعاملا فعالا للتحدث عن ثراء المجتمعات الإنسانية بكل ما تختزنه الذاكرة وما يقدمه المنتج عن الحياة البشرية، ومنها الشعر الشعبي بما وثقه من ثراء العواطف والمشاعر عن الحب والفروسية والكرم والنصرة للمظلوم، ويعوّل الوايل على ترجمة الأدب في تعزيز التواصل الإنساني مع الآخر، على أمل أن تسهم السينما لاحقاً في التعريف بصورة الإنسان السعودي والعربي شأن معرفتنا بالمجتمعات الروسية من خلال دوستوفيسكي، وداغستان عبر رسول حمزاتوف.

وأوضح أن الترجمة تبرز ثراء المجتمع وقدراته في صناعة الحياة قبل التحولات والتنميط كون الآباء والأجداد صنعوا آدابا ومنجزات يومية.

وتعجب الببلوغرافي خالد اليوسف من كون معظم المشاريع تقوم على نقل الأدب الغربي إلى اللغة العربية، وأما نقل العربي للغات الأجنبية فقليل جداً. وأضاف «ربما هناك مبررات منها عدم ثقة في المنتج العربي وعدم ثقة في قيام المترجم العربي بعمله الذي سيتعبه جدا جدا ويحتاج إلى فريق عمل واسع، كون الترجمة تحتاج إلى مترجم، ومراجع، ومدقق، وضابط صياغة وترتيب للأفكار والمعاني والمضامين، أي فريق عمل كبير، ونحن حتى الآن لا توجد لدينا جهة متخصصة في هذا المجال»، مؤكدا أن أحد أعماله سيترجم للغة الفرنسية إلا أن المترجمة ستستعين بفريق عمل كبير.

وترى الصحفية العربية تغريد سعادة أن المنتج الأدبي العربي غائب تماما في اللغات الأخرى، ولم يحضر بقوة كالأدب الإنجليزي، واللاتيني، والآسيوي، إلا أنها تؤكد حضور إبداع جبران خليل جبران ومحمود درويش ونجيب محفوظ وغسان كنفاني وصنع الله إبراهيم.

وأكدت أن الجوائز العالمية للأدب العربي وتزايد دور النشر لها دور مهم في ترجمة الأدب العربي إلى اللغات الأخرى في الفترة الأخيرة، مؤكدة أن الأدب العربي لم يرسخ أقدامه في الساحة الأدبية العالمية.

وتذهب إلى أن سبب ندرة الترجمة يتمثل في المادي ومستوى المنتج، إضافة إلى غياب دور المؤسسات الرسمية العربية التي يجب أن تستوعب الأدباء والشعراء وتساعدهم على الطباعة والتوزيع والتقديم الحقيقي والترجمة.

واستلهمت دور المستشرقين في القرن الماضي كونهم نجحوا في الترويج لبعض الكتب العربية وفق موضوعات كانوا ينتقونها، وتعزو إلى التسويق ضعف توزيع الترجمة الأجنبية للكتاب العربي، إذ لا يكفي وضع كتاب في المكتبة بل لابد من تنفيذ بعض الفعاليات والنشاطات في تلك الدول ليكون مدخلا للتعريف بالمنتج، لتكتب عنه الصحافة المحلية وتدفع القارئ الغربي أو غير عربي لشرائه.

وثمنت دور بعض المهرجانات الدولية إذ بدأت بترجمة الأشعار العربية ضمن فعاليات المهرجان للحديث عن الشعراء العرب.

وتؤكد أن للشعوب الغربية رغبة للتعرف على المجتمعات العربية وقراءة أدبه، كون ما يُقدم لهم في الإعلام عن العربي تقليدي ورجعي وليس هو الحقيقي.

فيما يذهب المترجم العربي معاوية عبدالمجيد إلى أن ما أنتجه المترجمون العرب لترجمة آداب لغتهم إلى اللغات الأخرى قليل جداً، كون المهمة صعبة جدا، ويرى أن المترجمين الأجانب بذلوا ما في وسعهم وأكثر لخدمة الأدب العربي، ويؤكد أن من المستحيل أن تمسك بتلابيب لغة غير لغتك الأم.

وتساءل المترجم العربي أحمد عبداللطيف: هل دور المترجمين العرب أن ينقلوا الأدب العربي للغات الأجنبية؟ ويذهب إلى أن نقل الأدب العربي للغات الأجنبية دور المترجمين الأجانب ودور النشر الأجنبية.

وأضاف «لو وجب على الدول العربية القيام بدور فهو دعم دور النشر الأجنبية والمترجمين الأجانب»، وعن خيانة الترجمة للنص الأصلي، وقال «يخون المترجم حين يحذف من النص أو يزيد عليه ما ليس منه أو يغيّر معنى مراعاة لتابوهات».

وزاد «ما عدا ذلك الترجمة اجتهاد، إن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر ويرى أن ما تحدث عنه بورخس عن الخيانة يتمثل في صعوبة نقل المعنى والأسلوب من لغة للغة، وهي مبالغة تحض على الدقة ليس أكثر».