-A +A
خالد السليمان
لا مفاجآت في نتائج الانتخابات النصفية الأمريكية، فكما توقعت استطلاعات الرأي فاز الديمقراطيون بمجلس النواب، وفاز الجمهوريون بمجلس الشيوخ، وقد جرت العادة تاريخيا أن تميل نتائج الانتخابات النصفية التالية لانتخابات الرئاسة للحزب المنافس لحزب الرئيس، وربما كانت المفاجأة الوحيدة في هذه الانتخابات هي انتزاع الجمهوريين مقاعد أخرى من الديمقراطيين في مجلس الشيوخ!

سياسياً، تكمن أهمية فوز الديمقراطيين بمجلس النواب في الحد من صعود الموجة اليمينية المتطرفة التي أثارت قلق الأمريكيين على مستقبل بلادهم وقيم مؤسسيها، وكذلك ضبط إيقاع الإدارة الأمريكية للرئيس ترمب، فلم يعد يملك السلطة المطلقة التي شعر أنه يتمتع بها في الفترة السابقة، كما أن الديمقراطيين سيعملون من باب المناكفة الحزبية على تعطيل مشاريعه، وتشكيل لجان التحقيق التي ستسبب له صداعا كبيرا، لكن في المقابل شكل تعزيز الجمهوريين لسيطرتهم على مجلس الشيوخ شبكة الأمان التي يحتاجها ترمب لمواجهة أي نوايا ديمقراطية لعزله أو إضعاف سلطته، كما أنه سيكون في وضع مريح لتمرير تعييناته للمناصب العليا واعتماد السفراء من خلال أغلبيته الحزبية المريحة في مجلس الشيوخ!


على مستوى السياسة الخارجية، تبقى الكلمة العليا لتقرير السياسة الخارجية وإدارة العلاقات مع الدول والمنظمات الدولية بيد الرئيس الأمريكي، وبالتالي لن يكون لنتائج الانتخابات تأثير كبير على سياسات ترمب تجاه إيران والصين وروسيا، ولم تكن هذه السياسات محل نزاع كبير مع الديمقراطيين على أي حال!