-A +A
ريهام زامكه
عزيزي القارئ، قبل شروعك في قراءة هذا المقال يجب عليك أن تردد هذا الدعاء:

«اللهم إني اسألك خيرها وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما أرسلت به»، وهذا حتى لا نغرق جميعنا في «شبر مويه»!


الحمد لله من قبل ومن بعد، تعدل الجو، باقي الناس، والمشاريع المتعثرة التي تفسد فرحتنا عاماً بعد عام، فما أن يهل الخير وننعم بهطول الأمطار، حتى تتحول شوارعنا -دون مبالغة- إلى بحيرات.

ومن وجهة نظري غير المتواضعة، في الظروف المناخية المتقلبة وهطول الأمطار الغزيرة لابد أن تأتي سلامة الإنسان الغلبان بالدرجة الأولى، أعلم أن الوضع يختلف بين القطاعات مراعاةً للمواقع الجغرافية الرئيسية وعدم تعطل الصالح العام، ولكن ما لا نجد له تفسيراً، لماذا يتم إلزام المعلمين والمعلمات بالحضور والدراسة مُعلقة؟! لماذا لا يشملهم قرار التعليق ويفرض عليهم الذهاب في عدم وجود طلاب وطالبات!

واسمحوا لي أن أخص بالذكر معلمي ومعلمات القرى والهجر وما في بطونها من أودية خطرة وإجبارهم على سلك تلك الطرق الوعرة التي تهدد سلامتهم فقط لمجرد الحضور!

فكم معلمة طالبت واستغاثت ولكن لا حياة لمن نادت، وكم معلمة لاقت حتفها بين السيول الجارفة والصخور المتساقطة التي كانت تفصل بينها وبين حياتها بسبب الاستهتار بأرواحهن وإجبارهن على قطع آلاف الكيلومترات من أجل لقمة العيش، والوزارة كعادتها إذن من طين وأخرى من عجين!

المصادر تقول إن عليهم التواجد في مدارسهم للتحضير والاستعداد وتهيئة المدارس للأيام القادمة، والمنطق يقول إن هذه ليست من مسؤولياتهم، بل هي من صميم عمل الوزارة المسؤولة عن توفير بيئة صحية للمعلم والطالب في المقام الأول ثم مباشرة المشاكل وتبعاتها من تهالك المباني وانقطاع الكهرباء وإصلاح ما يمكن إصلاحه بعد هطول الأمطار.

وبما أن الشيء بالشيء يذكر، أقول قولي هذا واسمعيني أيضاً (يا جارة) ودون همز ولمز بالطبع أعنيكِ يا أمانة جدة، فنحنُ قد تعبنا وسئمنا من تكرار ذات الحدث سنوياً، حتى أصبحنا نغني على (بلوانا) في شوارعنا وأنفاقنا وكبارينا وبنيتنا التحتية (المنيلة) بستين نيلة، فإلى متى؟

اييييييه، يعطيني ويعطيكم طولة العُمر، وإلى أن نلتقي في سيول جديدة، عفواً أقصد أمطار شديدة، قلوبنا معكم يا مُربي الأجيال، وعيني عليكم باردة، فأنتم في كل موجة أمطار تجتاحنا تثبتون بجدارة أنكم ضد الغرق وضد الحرائق وضد العوائق، لله دركم.

لذا يا عزيزي الطالب:

قف للمعلم وفه التبجيلا / كاد المُعلم أن يكون (مبلولا).

كما أقترح يا جماعة الخير أن تصرفوا لهم بدل سباحة وبدل بهدلة، بدل ما يصبح مصيرهم كعبدالحليم حافظ حينما (هايط) علينا وقال إنه يتنفس تحت الماء.. (ففطِس) !

* كاتبة سعودية

Twitter: @rzamka

Rehamzamkah@yahoo.com