-A +A
سلطان الزايدي
في عالم كرة القدم يسهل التمييز بين المدرب الفاهم والمتمكن من أدواته والمدرب الحافظ فقط، ويسهل أيضا أن تكتشف إمكانات أي مدرب دون أن ترجع للحصص التدريبية التي يؤديها مع الفريق من خلال المباريات الرسمية التي يلعبها، فعمل المدربين لم يعد لغزا محيرا يحتار المتابع في فهمه، فالمتابع الجيد لكرة القدم يفهم جيدا ما يحدث داخل الملعب، ويعرف ما يحدث في التدريبات حتى لو لم يحضر تلك التدريبات.

ففي عالم المستديرة يوجد المدرب صاحب القيمة الفنية العالية، ويتضح ذلك من خلال العمل الذي يقوم به والمقترن بالنتائج الجيدة على الصعيد الفني الذي ينعكس على النتائج. هذه النوعية من المدربين قلة، ولا يظفر بهم إلا الأندية الكبيرة المقتدرة ماليا، أما المدربون الذين أعتبرهم حافظين أكثر من أنهم فاهمون، سهل التعرف عليهم، ويستطيع أي متابع تمييزهم من خلال طرق تدريبهم وقدرتهم على التصرف واتخاذ القرارات المناسبة أثناء المباريات وبالخصوص المباريات التنافسية، فهذا النوع من المدربين يحققون النجاحات في بيئة تتناسب مع إمكاناتهم، لكن حين تتغير هذه البيئة أو تتطور يتضح ضعف مستواهم وفشلهم، لعدم قدرتهم على تطوير ذاتهم.


فلا يمكن بأي حال من الأحول أن نبعد أي مدرب عن أي خسارة تحدث لفريقه، وهو من يجب أن يتحمل الجزء الأكبر من تلك الخسارة، فحين يشعر أي مدرب بأن الأدوات الفنية التي يملكها من لاعبين أكبر من إمكاناته سيفشل في إدارة المنظومة.

على سبيل المثال: السيد كارينيو الذي حضر للنصر في 2014 وكانت البيئة الفنية تتناسب نوعا ما مع إمكاناته، وحين عاد في 2018م كان الوضع مختلفا، فالمدربون الموجودون في الدوري الآن على الصعيد التدريبي والتكتيك أفضل من كارينيو كإمكانات تدريبية وفنية، لهذا يتضح عليه التوتر والخوف والتخبط في كثير من المباريات.

تبقى كرة القدم لعبة مدربين، وفي كل عام يحدث التطوير على صعيد التدريب والتكتيك، فالمدرب الناجح من يستطيع أن يواكب هذا التطوير حتى لا تتوقف نجاحاته.

zaidi161@