-A +A
منى المالكي
استطاعت الدراما التركية أن تؤثر في الساسة هناك، فنراهم يطيلون في أحداث مملة ويعيدونها مرة تلو الأخرى وفي كل مرة تحمل سيناريو مختلفاً، ليكتشف المشاهد أنها ذات الأحداث وإن اختلف الممثلون، فتارة يظهر الرئيس ثم يختفي ليظهر نائبه ثم يعود الرئيس مرة أخرى ليكتب في جريدة عالمية وكأني به يقول إن برلمان حزبي منبر لا يمكن الاتكاء عليه!

هذا المسلسل الهزيل أصاب الجميع بالملل، ولم يعد له متابعون حتى أن المشاهد يضحك من ممثلي المسلسل وقناتهم المأجورة لذلك التشويق المضحك الذي يعتقدون أنه قد يسهم في زيادة عدد المتابعين، وسئم ذلك المشاهد المسكين من أحداث مفتعلة غير متماسكة فمرة كانت الخطيبة المزعومة وتارة الموسيقى العالية وأخيراً جهاز هاتف مهم يحتفظ به المخرج للحلقة الأخيرة!


الشيء الوحيد الجيد في هذا المسلسل هو المستهدف من هذا المسلسل التركي الممل، هذا المستهدف من قناة اجتمع الكل على رداءة إنتاجها وخيانة «كومبارس» طاقمها هذا المستهدف دولة بحجم «السعودية» تلك الدولة التي دأبوا دائماً على لفت انتباهها فإذا بها جبل طويق ما يهزه ريح! عندها ارتفع الصراخ والعويل.

الحقيقة الوحيدة هي أن الأتراك لم يحفظوا الدرس التاريخي جيداً، فهم في كل مرة يفكرون في العبث مع رجال السعودية، كان هذا العبث يكلفهم الكثير، ويخرج رجال النار مرة أخرى بعد كل معركة وهم أقوى وليبنوا دولة هي فوق هام السحب دائماً.

هذه المرة سوف يأتيهم الدرس من صقر هادئ حد الألم لهم، صبور صبر رجال الصحراء، حكيم حكمة أجداده الأوائل، ينتظر الفرصة ليقتنصهم من أعلى جبال طويق، إنها مسألة وقت فانتظروا.

* كاتبة سعودية

monaalmaliki@