-A +A
خالد السليمان
هناك مثل شعبي خليجي يقول: «لا تبوق.. لا تخاف»، وبالتالي ليس على سائقي السيارات سوى الالتزام بقواعد السير والسلامة ولن يكون لأحد عندهم أي شيء!

مخالفات المرور ليست موجهة ضد السائقين، بل ضد المخالفين، ومن لا يخالف لن يجد أي مسؤول في المرور بل والحكومة بأكملها أي سلطة لمنحه حتى مخالفة واحدة!


الذين يشكون من تراكم مخالفات السير وقواعد السلامة المرورية عليهم، نحن الذين نشكو من تراكم تجاوزاتهم على حقنا في الطريق وسلامتنا في استخدامه. سائقون متهورون يتجاوزون السرعة ويستخدمون أكتاف الطريق وينشغلون بهواتفهم ويقطعون الإشارات وينعطفون دون سابق إنذار، ثم بعد ذلك يريدون أن نتعاطف معهم في استهتارهم بسلامة الآخرين!

الذين يطالبون بحملات توعية قبل تطبيق الأنظمة الصارمة أذكرهم بأن عشرات السنين من حملات التوعية دون تطبيق صارم للأنظمة لم تغير شيئا من واقع الاستخفاف بقواعد السير والسلامة، كما أننا لم نلاحظ أن السائق عندنا يحتاج إلى حملات توعية عندما يسافر إلى الخارج ويلتزم بأنظمة الدول التي يسافر إليها ثم يتذكر فجأة حاجته لها عند عودته!

في الدول المتقدمة شكل النظام الصارم لمعاقبة المخالفين العنصر الأساس في خلق ثقافة الالتزام واحترام الأنظمة، وعندنا لا يحتاج الأمر سوى لقليل من التواضع للإيمان بأن هذه الأنظمة المرورية جاءت لحماية أرواحنا وليس احتلاب جيوبنا ومس كبريائنا، ومن كان غير مقتنع بذلك فليسهم في إفشال هذا الاحتلاب بعدم ارتكاب المخالفات وقطع الطريق على أي جباية يعتقدها!