-A +A
بسمة إبراهيم السبيت BasmahEs1@
تختلف أدوار الناس في قنوات التواصل الاجتماعي ما بين «مراسل ومعلق ووصي»، ولعل هذا الأخير هو الأكثر نشاطاً وفاعلية من بين هؤلاء، حيث أنه يمضي معظم وقته في تلك القنوات منذ أن يستيقظ حتى تغفو عيناه وهو على هاتفه.

فتخيل أن تبدأ يومك بمجموعة من الأخبار والمقاطع المحزنة أو المؤلمة التي ترسل إليك بهدف توعيتك أو بأي هدف آخر، ولا يهم كيف استقبلتها وكيف كان وقعها عليك وعلى يومك ومزاجك.. المهم أن مرسلها قام بأداء واجبه، وأراح ضميره تجاهك كما يعتقد! تراودك نفسك في لحظتها بالضغط على زر «البلوك أو الكتم» حتى توقف هذا التلوث الذي يصيب عالمك، فتتراجع وتضع له ألف عذر حتى لا يؤدي هذا التواصل المشؤوم إلى قطيعة بينكما.


ساعات طوال يقضيها الناصح الأمين على العالم الافتراضي، يرسل الافتراض ويستقبل الافتراض وبينما الواقع لديه «تيه وضياع» فلا يمكن تخيل شخص سخّر نفسه لتلك القنوات يعيش واقعًا سليمًا وصحيًا! أكاد أجزم أن واقعه مصاب بخلل على الأقل في جانب من جوانبه.

فماذا لو قرر أن يفكر بمحتوى الرسائل قبل أن يرسلها؟ ماذا لو أعاد توجيه رسائله إلى نفسه ربما يكون هو أكثر الناس حاجة لها؟ وماذا لو قرر أن يمنح واقعه الكثير من وقته بدلا من أن يضيعه في الافتراض؟