-A +A
خالد السليمان
مرة أخرى، يحذر سمو أمير الكويت من أن شعوب المنطقة مستهدفة في أمنها واستقرارها واقتصادها، وهو تحذير لا يخلو منه أي خطاب للشيخ صباح الأحمد الصباح الذي عركته عقود من الأحداث والأزمات التي عصفت بمنطقة الشرق الأوسط !

السؤال الذي يطرح نفسه في كل مرة يصدر مثل هذا التحذير من شخصيات سياسية أو إعلامية أو اقتصادية: ممن الاستهداف ؟!


لعقود طويلة كنا نصوب أصابعنا نحو إسرائيل وقوى سياسية متطرفة في الغرب والشرق، ثم وسعنا الدائرة وقصرنا الإشارة نحو جماعات إرهابية وتكفيرية نشأت بين أظهرنا لتكون لنا أقرب من حبل الوريد، ومؤخرا صوبت السعودية والإمارات والبحرين أصابعها نحو قطر، وأمير الكويت سبق وأن أشار في حديث سابق لما تعرضت له بلاده خلال أحداث ما سمي بالربيع العربي من تدخلات استهدفت أمنها واستقرارها من جانب قطر ومخالبها الإعلامية!

لذلك نحن لسنا مستهدفين من المجهول، فمن يستهدفنا خلع جميع أقنعته، وأول طرق مواجهته هو الوقوف له وجها لوجه ووضع الإصبع في عينه بدلا من الإشارة به نحو الفضاء البعيد، وهو ما فعلته السعودية والإمارات والبحرين !

قبل أن نحصن أسوارنا ضد المستهدفين الأغراب علينا أن نسد الثغرات التي ينقبها البعض بحماقاته من الداخل، كما أن سلامة إبحار المركب الخليجي الذي تتلاعب به الأمواج العالية اليوم نحو وجهته وإنقاذه من الغرق رهن بردع أي راكب أحمق من أن يثقب المساحة التي تخصه، حتى وإن كانت مساحة صغيرة جدا !