-A +A
خالد السليمان
«لننشغل بشؤوننا ولنلتفت لمشكلاتنا»، أحد التعليقات الانهزامية التي أتلقاها في كل مرة أكتب فيها عمن يستهدفون بلادي أو يناصبونها العداء، بعض هذه الدعوات حسنة النية لكنها ساذجة للغاية، فهؤلاء الخصوم لم يتركوا بلادنا وشأنها ولم يلتفتوا لمشكلات بلدانهم، بل انشغلوا بنا وببلادنا، والبعض الآخر من هذه الدعوات مجرد محاولات تحييد أو إضعاف عزم لعصافير «تويترية» مقنعة وغربان مستترة وعقبان متخفية، تتحين كل فرصة لتنهش في الجسد السعودي، والتفتيت من همة المدافعين عنه!

الاهتمام بشؤوننا وحل مشكلاتنا يبدأ بتحصين أسوارنا وصد أعدائنا ومواجهة خصومنا، وليس بتجاهل من وضعوا شؤوننا على رأس أولوياتهم، ويعملون ليل نهار على خلق وتعميق مشكلاتنا، ومن يظنون أن التجاهل يغني عن المواجهة واهمون، بل ساذجون، لأنه لا يمكن لشخص واع أن يتجاهل من يجاهر بعداوته ويكشر عن أنيابه ويشحذ مخالبه ليغرسها في خاصرته!


بلادنا تتعرض اليوم لأشرس حملة في تاريخها، حملة تستهدف وجودها وهويتها، ومن السذاجة الاعتقاد بأن كل هذه الضجة تتعلق بالبحث عن الحقيقة وتحقيق العدالة في جريمة ارتكبت حكومات الغرب والشرق ما هو أفظع منها وأشد داعيا للمحاكمة والعقوبة، فالهدف هو السعودية الدولة ومشروعها النهضوي لبلوغ مصاف دول العالم الأول!

مثل هذا الطموح ممنوع عند القوى الكبرى على دول العالم الثالث، فقد تغيرت الوجوه وتغيرت الثياب وتغيرت اللغة في الغرب، لكن الإنسان الاستعماري مازال هو نفسه خلف تلك الوجوه وتحت تلك الثياب، لا يستدعي التعرف عليه سوى تعريته!