-A +A
فواز الشريف
فخور بأنني استطعت خلال فترة وجيزة من إجماع كلمة الجمهور الاتحادي على رأي واحد حين عجزت كل الأدوات والسبل على جمعهم «المطالبة بإبعادي من النادي».

قد يكون هذا الإجماع الذي شهد تكاتفا مفرحا ومبهجا من جمهور وزملاء إعلاميين ومن أسماء معروفة وأخرى وهمية حققت لبائعي «الهاشتاقات» ومؤجري «الرتويت» وفتافيت «اللايكات» مصاريف جيب، وهي خطوة أولى تقودنا للإجماع وتوحيد الرؤى والأمنيات والرغبات في سبيل دعم ومساندة الاتحاد.


طبعا قلتها سابقا من السهل إخراجي من الاتحاد لكن من الصعب إخراج الاتحاد مني وهنا تكمن المفارقة؛ فكل الآلام التي يشعر بها المدرج الاتحادي أشعر بها ومع ذلك ومع ابتعادي عن النادي لا زلت على يقين بأن «الاتحاد ما مات لأنه ولد من رحم الأزمات» ولأن كرة القدم قائمة على التحديات فمن الأفضل لجماهير العميد معايشة الوضع الراهن بكل روح رياضية وصبر وتحدٍ لأن ذلك هو مفتاح العودة.

حين بدأت بتشجيع الاتحاد ذات مساء عام 1399 هجرية جاء هذا التشجيع بعد خسارته من الأهلي 0-4 في نهائي كأس الملك ولو كنت مثل غيري كأي طفل عاش تلك الليلة لشجعت الأهلي ونمت سعيدا أو ريال مدريد أو الهلال أو بقية الأندية التي تحقق الفوز حينها، لكن ذلك يتنافى لدي مع رؤيتي للتشجيع بأنه واحد من التحديات؛ فالاتحاد الذي خسر تلك الليلة أصبح شريك حياتي فيما بعد بمختلف الظروف.

أنا لا أعرف الآن كيف تختار الأجيال فريقها الذي تشجعه وهذا من الاختلاف لدى البشر فلو مررت بمعركة بين اثنين وفيها أحدهما أقوى من الآخر أجدني أنحاز لا إراديا مع الطرف المغلوب وأشجعه لتحويل خسارته إلى فوز وهذا لعمري من أسباب عدم تخوفي من السقوط وبالتالي كلما التفت إليّ أحدهم وجدني أصعد.

الاتحاد الآن يمر بأهم مرحلة لخلق مشجعين أقوياء يقفون إلى جانبه ويهتفون لتحريك الساكن فيه لأن الاتحاد المختلف والذي لا يعرف اختلافه إلا محب وحده يصنع ما يعتقده البعض إعجازاً، فتابعوه الآن بكل انكساراته حتى تشعروا بقيمة الفرح حين ينتفض على ذاته وعلى ظروفه فيعود أقوى مما كُنتُم تتخيلون.

«الاتحاد ما مات يولد من رحم الأزمات»