-A +A
«عكاظ» (جدة) Okaz_Online@
لم تعد استراتيجية النظام القطري الإعلامية الداعمة للتطرف والفوضى والإرهاب مجرد تكهنات أو تحليلات، بل أضحت بلا غطاء يواري تحركاتها، حتى أن الكاتب مايكل روبن لفت إلى أن ماكينة الدعاية القطرية (الجزيرة) تتخطى الخطوط الفاصلة بين المواد الإخبارية وتلك المحرضة.

وأشار الباحث في معهد «أمريكان انتربرايز» الأمريكي مايكل روبن إلى أنه إذا كانت قناه الجزيرة الإنجليزية ليست الوسيلة الرئيسية التي تستخدمها قطر للتأثير علي البيئة الإعلامية الغربية بعد العمل علي تشويش الحقيقة حولها، فإن موقع Middle East Eye «» هي الملجأ التي اتخذتها قطر للتأثير على البيئة الإعلامية الدولية، حتى بدأ الموقع الإخباري الإنجليزي الوكيل الوحيد الرئيسي لبث الخطاب القطري.


ويؤكد روبن، الذي سبق وأن عمل في البنتاغون وأمضى أعواماً في دول الشرق الأوسط، أن مجموعات مثل هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية أصبحت تنقل قصصا عن «ميدل ايست آي»، كما تفعل صحفاً أخرى مثل نيويورك تايمز و واشنطن بوست، مضيفاً "ومع ذلك، فان الخوض في التفاصيل الخاصة بالجهاز يظهر أنه يعمل بشكل أقل بكثير كمنفذ صحفي تقليدي وأكثر بكثير كجبهة باللغة الإنجليزية للمجموعات المدعومة قطريا مثل الإخوان المسلمين وحماس.

وتظهر السجلات البريطانية، علي سبيل المثال، أن جمال بسيسو، هو مسؤول سابق لكل من قناة الجزيرة في قطر وقناة القدس التابعة لحركه حماس في لبنان، يملك ويعمل في الموقع الإنجليزي".

وعلى الرغم من مسح جمال بسيسو لسيرته الذاتية قبل «ميدل ايست آي» من على صفحات عدة في الإنترنت، إلا أن روبن شدد على أن بسيسو عمل مدير التخطيط والموارد البشرية لشبكة الجزيرة في قطر ومدير الموارد البشرية لشركة سامالينك للإنتاج التلفزيوني في لبنان.

وعرج روبن على تأييد بسيسو للجماعات المتطرفة، مستشهداً بما شاركه في منشوره على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» في 2012، من الإشادة بحماس. كما شارك في العام التالي الإخواني يوسف القرضاوي (المدرج ضمن قائمة الإرهاب في الدول الأربع) في القول إنه يشجع اتباعه على استخدام «العنف ضد من يستحقونه».

وخصص الموقع القطري الذي يتوارى خلف الأخبار والصحافة محتوى الدفاع عن الجماعات المتطرفة والإرهابية باللغة الانجليزية حتى أنه خصص الافتتاحيات بالإشادة والدفاع عن الإخوان المسلمين والإسلام السياسي.

ورأى روبن أن المتطرفون والإرهابيون ما داموا يقدمون أنفسهم نشطاء في مجال حقوق الإنسان، فان الصحفيين وغيرهم من نشطاء حقوق الإنسان وحتى الدبلوماسيين سيقبلون بالجدال معهم، مضيفاً «يبدو أن الحكومة القطرية وشبكات حماس والإخوان المسلمين قد اكتشفت نفس المبدأ ينطبق على منافذ الاخبار والبوابات. وقد تكون قناه الجزيرة أبرز مثال علي ذلك».

وعلى الرغم من أن مقالة روبن كانت في العام الماضي، إلا أن حقيقة غطاء قطر الإعلامي في البيئات الإعلامية القطرية تتكشف اليوم أكثر من أي وقت مضى.