-A +A
علي بن محمد الرباعي
انتزى حمار (عائض) في برسيم (معيض) داس القصاب، وحاس الركيب، وجمط من كل قصبة. أقسم (معيض) لحرمته أن الحمار محرّش، كون (عائض) يحقد عليه لأنه سبقه في الزواج بها، وقال «عليه الطلاق وهو المطلّق أنه ليردها له مثناة» قالت: أنا ما اختار قلبي إلا أنت يا المطلق. كان منسدحاً، فسوى المتكا، واعتنز وقال: جهزي دلّتك المحوّجة لين اعمّر لي معبر اقعد به رأسي، وأدرّج الأفكار على سعة.

خرج قبل أذان المغرب بإبريقه إلى المسطح. انزوى وراء الجرين ليطهر، صاح عليه الفقيه: لفّ نفسك لا تطهر جهة القبلة، فانحرف قليلا. أضاف الفقيه: انفروا به وشبك درجت ويلا الشمس ما يجوز، فتحرك ثانية للخلف، فصاح لا تستدبر القبلة، فالتفت إليه وقال: ما بقي عليك إلا تجي تسنعني. صاح الله عليك.


لحق بالجماعة في صلاة المغرب، فزّ أمامهم، وقال: لا تروحون بعدما تسنّون لي منكم لزوم، لا هنتم انتظروني في ظلة المسيد. سأله العريفة: خير وش في رأسك يا معيض؟ فأجاب: «يا جماعة أنحن في قرية لها سلوم، وأعراف، ومع مغرب أمس فك (عائض) حماره في ركيبي، ودكّ العضايد، وأبغاكم تسرحون تشوفون، والله لوطّأ فيه جربة».

تكلم (عائض) ببرود وتثاقل. قائلاً: الله يخذلك إن كان تحط عقلك بعقل الحمار يا فُرعة النطالة. الجماعة والعريفة على رأسي، وإذا كان حماري معتدي فيبشرون ببياض الوجه.

سرى بالليل للعريفة، وغمزه في كفه بعشرة ريال. وقال: العارف ما يعرّف، ومعيض تحرّشه مرته المعيوفة لأني رفضت الارتباط بها. معها مني جكرة.

سرح الجماعة صبح، وشاهدوا جناية حمار عائض على برسيم معيض، تلفّت العريفة في الموامين، وسأل: وش تقولون يا عصابة رأسي؟ غزّ الفقيه معيض وقال: عريفتك مرقود معه. علّق المؤذن: ما نخرج من إيدك يا كبيرنا. فقال: حكمت بظهر الحمار لمعيض يركبه وينقل عليه لمدة أسبوع.

يا ويلكم من الله. صاح عائض. وبدأ يترصد لمعيض في مسراحه ومراحه. وذات مساء ركز خيالاً على عود ليفزع الحمار، فألقى معيض في الدمنة. وعاد لبيته يردد «علوة. ليته أشكل». علمي وسلامتكم.