-A +A
«عكاظ» (جدة) Okaz_Online@
منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، لعبت المملكة دوراً محورياً وهاماً في خارطة الشرق الأوسط وامتدت مساهماتها الإيجابية لآفاق بعيدة في العالم، ما جعلها قوة اقتصادية تساهم في رسم السوق العالمي، ومشاركاً رئيساً في الحرب على الإرهاب والتطرف، ومنارة للاعتدال والاستقرار في المنطقة والعالم.

لم تكن السعودية «غلطة تاريخ» كما يقول الكاتب الصحفي خالد الفاضلي، إذ وثقت الأحداث والتاريخ العالمي، كيف كانت الرياض تلعب دوراً حاسماً في الحفاظ على أمن أكثر البقاع اشتعالاً في العالم «الشرق الأوسط»، نظراً لأهميتها السياسية والاقتصادية والدينية وموقعها الإستراتيجي بحسب ما نشرته وزارة الخارجية الأمريكية في الـ16 من أكتوبر الجاري، والتي أشارت بوضوح إلى دور المملكة الحاسم في مواجهة التحديات في المنطقة وعلى رأسها مكافحة الإرهاب، إضافة إلى دورها في أمن أحد أهم المعابر البحرية في العالم «البحر الأحمر ومضيق باب المندب الذي تمر من خلاله 15% من التجارة العالمية».


وتعترف واشنطن أنه ونتيجة التعاون الأمني مع السعودية، نجحت الرياض في كبح العديد من التهديدات الإرهابية التي كانت تستهدف السعودية وعواصم دولية، وتمكنت من ردع الهجمات الخارجية بنجاح، ما يجعل واشنطن ملتزمة بتزويد المملكة بالمعدات والتدريبات والأسلحة اللازمة لحماية المنطقة بحسب بيان «الخارجية الأمريكية». كما أن الدور السعودي الجوهري في مجابهة التهديدات الإيرانية في المنطقة، يبدو أساسياً وحاسماً، ما جعل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يشدد على أهمية الدور السعودي في مواجهة المشروع الإيراني الإرهابي الطائفي العابر للحدود. وتؤكد واشنطن أن المملكة أكبر مستورد للأسلحة الأمريكية وتلمح إلى أن الاقتصاد الأمريكي تأثر إيجاباً بمبيعات الأسلحة المبرمة بين الرياض وواشنطن خلال الأعوام الماضية. وبالإضافة إلى الثقل الاقتصادي الكبير لأكبر دولة منتجة للنفط في العالم، والتي تنام على ربع الاحتياطي لـ«الذهب الأسود» في الكرة الأرضية، فإن المملكة ساهمت في توازن السوق العالمي، كما أنها بقوة إنتاجها الذي وصل إلى 10.7 مليون برميل يومياً، و1.3 مليون برميل احتياطي يومي، فإنها الدولة الأكثر قدرة على تعويض انعكاسات العقوبات الأمريكية على جمهورية الملالي في سوق الطاقة العالمي.

ولا تغيب المملكة، التي حجزت موقعاً لها ضمن أقوى 20 اقتصاداً في العالم، عن خارطة السوق الاقتصادية العالمية، وزادت من حضورها بعد أن فتحت شهيتها الاستثمارية في العالم عبر صندوق الاستثمارات الدولية، ما يؤكد أن الاستثمار مع السعوديين مفيد وناجع؛ نظراً لمقومات القوة في المملكة. ويؤكد المراقبون العارفون بالأهمية الجيوسياسية للمملكة، ثقلها الثقافي والديني لقرابة ملياري مسلم، وما تختزنه أرضها من كمية هائلة من الطاقة، ومساهمتها الإيجابية والحاسمة في الاستقرار العالمي.