-A +A
حمود أبو طالب
عرفنا يوم أمس أن مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني افتتح اللقاء التعريفي (الأول) عن المركز الوطني لاستطلاعات الرأي العام المسمى (رأي) بحضور عدد من ممثلي الأجهزة الحكومية والشخصيات الإعلامية، ويقول الخبر المنشور في «عكاظ» إن (رأي) يعتبر أول مركز معتمد رسميا في إجراء وتنفيذ استطلاعات الرأي العام في مختلف القضايا الاقتصادية والاجتماعية والتربوية وغيرها، ويهدف لدعم صناعة القرار في الأجهزة الحكومية بناء على نتائج محايدة وموثوقة ووفق منهجية علمية تتفق مع الممارسات العالمية.

هذا خبر جيد في حد ذاته لأنه من أهم المطالب التي كنا ننادي بها ونكتب عنها باعتباره حاجة جوهرية في أي دولة لدعم اتخاذ قراراتها بشكل صحيح أو أكثر قربا من الصحيح على أقل تقدير، لكن المفاجأة أن نعرف من الخبر أن مركز الاستطلاع قد نفذ منذ تأسيسه (العديد) من الاستطلاعات حول عدد من المواضيع والقضايا الوطنية شارك فيها ٤٥ ألف مواطن رغم أن اللقاء التعريفي الأول بشأنه لم يتم سوى يوم قبل أمس. لا ندري متى وأين وبشأن ماذا كانت تلك الاستطلاعات، أنا أتحدث ككاتب رأي ومهتم بالشأن العام ومتابع لكل صغيرة وكبيرة تحدث في الوطن لكني لم أسمع بهذا المركز ولم تصلني في يوم رسالة منه عن استطلاع رأي حول قضية ما، ولو عرفت عن اللقاء التعريفي الأول مسبقاً لسافرت إلى الرياض لحضوره دون دعوة ودون اعتبار نفسي من (الشخصيات الإعلامية) بحسب معايير القائمين على المركز، فقط كمواطن وكاتب يهمه هذا الأمر.


على أي حال نود أن نقول للإخوة المسؤولين عن المركز إن مراكز استطلاع الرأي العام في العالم ليست ترفاً ولا إكسسواراً ولا إدارات هامشية بل هي مراكز في غاية الأهمية تبنى على نتائجها قرارات إستراتيجية في كل المجالات، ومركزنا الجديد إذا لم يعمل بمنهجية صحيحة ومحايدة وأمينة فإنه سيؤدي إلى قرارات خاطئة يدفع الوطن ثمنها. نتمنى لكم التوفيق ونأمل أن تصلنا في يوم ما استمارة استطلاع عن شأن ما حتى نعرف ماذا وكيف يبحث المركز قضايانا.