سهى
سهى
-A +A
سهى الحربي sohaalharbi@
يهوى الفن وتجده مهووساً بقراءة الأعمال الفنية، يمتلك قدرة جيّدة تؤهله أن يصبح فناناً لكن الفنّ بحر أياً كان شعراً أو غناءً أو تمثيلاً أو حتى الطبخ.. والطريق للاحتراف فيه ليست بتلك السهولة.

فيلجأ لقدراته الاتصالية الممتازة التي جعلته محط أنظار الآخرين وروحه المنسجمة مع قلوب الناس، وتلك الرسائل المؤثرة التي يحملها بين طيّات كلامه فيجد نفسه فجأة بدون أن يشعر أصبح إعلاميا أو ناشطا أو أي شيء آخر يتطلب قدرة على التأثير.


ولكنّ قانون الحياة المهنية الذي يشبه كثيراً قانون الغاب في قوانينه، قد قلّم أظافره فجعل منه إدارياً مُحنّكاً يفهم الناس ويقرأهم ويعرف نقاط قوتهم وضعفهم وجيّداً في إداراتهم لذلك هو حصل على ذلك المنصب.

ولكنّ عقله الذي لا يهدأ من الهمس له بأفكار، تتضمن حلولاً لمشكلات النّاس أصبح يلومه قائلاً، هيّا ابدأ مشروعك التجاري وقدّم الخدمة الفلانية أو المنتج العلاني؟

هذا هو باختصار متعدد المواهب.. أقصد هنا تحديداً من أكسبته الحياة مواهب متعددة وليس من يتوهّم ذلك أو من ابتلاه الله بالتقليد واتباع موجة «اللي طايحين فيه».

معاناة متعددي المواهب في وضع الأهداف والتخطيط للحياة الشخصية كبيرة واختياره لموهبة وتنازله عن الأخرى تجعله قد يشعر بأنه أصبح لا يشبه نفسه كثيراً مما يؤدي لعدم رضاه الداخلي.

سمعتوا بمثل «سبع صنايع والبخت ضايع»؟ بدأت أخيرا أنفر من سماعه، لأنه يقتل السَبع أو كما أسميه سبع الصنايع تلك الشخصية التي تمتلك نموذجاً متكاملاً لتعددية المواهب.

غازي القصيبي مثلاً كان شاعراً وفي نفس الوقت وزيراً وإدارياً محنّكاً، ويمتلك مهارات اتصالية مؤثرة ويبدو في كثير من الأحيان أنه ناشط عصره لقضايا عديدة ومؤثرة.

وذلك الخليط الجميل من تعددية المواهب هو الذي يجعلنا ننبهر به. لذلك أظنّ أن التركيز على أهدافنا لا يعني أن ندفن جزءا من ذاتنا.