-A +A
حمود أبو طالب
كلف الرئيس الأمريكي وزير خارجيته بومبيو بزيارة الرياض وأنقرة للاستماع إلى وجهتي النظر وما ستقوم به الدولتان بخصوص ملف اختفاء الإعلامي السعودي جمال خاشقجي، ولكن قبل الزيارة وخلالها وبعدها كان الرئيس ترمب يواجه هجوماً شرساً من وسائل الإعلام التي تبنت تغطية القضية بطريقتها الخاصة. لقد وصل الأمر إلى حد تخصيص فقرة من أحد برامج شبكة cnn لمناقشة دلالات ابتسامة بومبيو خلال لقائه الملك وولي العهد وهل تعني تواطؤاً أمريكياً مع السعودية للتعتيم على الحقيقة والخروج بقصة مفبركة تخالفها، كما وصلت هذه القناة إلى درجة من الإسفاف وصلت أحيانا إلى درك يتجاوز ما وصلت إليه قناة الجزيرة في تناولها للقضية.

أشاد السيد بومبيو قبل مغادرته الرياض بالجدية والشفافية التي لمسها في السعودية واستعدادها للقيام بكل الإجراءات اللازمة لكشف غموض الحادثة، لكن تصريحه أصبح فوراً مسألة تشكيك لدى cnn وواشنطن بوست وبقية الوسائل الإعلامية ذات الخط الخاص في التغطية، وبعد عودته صرح الرئيس ترمب منوهاً بالمعلومات التي نقلها له الوزير فتناوشته على الفور تلك الجبهة الإعلامية وأعدت مواد عن علاقاته المالية بالمملكة ملأتها بكل ما استطاعت من افتراضات تخصها، لكن ترمب أكد في تصريح لاحق أن أمريكا لن تبتعد عن المملكة لأنها بحاجة إليها في أكثر من مجال بما في ذلك الحرب على الإرهاب والتصدي لإيران واعتبارات أخرى مهمة.


إن تكتل هذا اللوبي الإعلامي الشرس من وسائل إعلامية شهيرة ومحترفة وسقوطه إلى حد عدم إعطاء اعتبار للمهنية وأخلاقياتها وضوابطها يرينا كيف تفعل مماحكات السياسة أفاعيلها وكيف يفعل المال أفاعيله. تخيلوا لو كان ترمب رئيسا ضعيفا وارتبك أو رضخ لتلك الضغوط القاسية ماذا سيحدث للعلاقات السعودية الأمريكية. ربما يكون الرئيس ترمب قد كفّر بعض الشيء عن تصريحاته المتعجلة السابقة والمسيئة للمملكة والتي ردت عليها بقوة في حينه، لكننا نأمل أن يستمر بهذا القدر من الموضوعية وألا يفاجئنا لاحقا بتصريحات كارثية.