-A +A
ياسر عبد الفتاح (جدة) okaz_online@
يتذكر السودانيون أبريل 1985 حين أطل عليهم وزير الدفاع الفريق «سوار الذهب» معلناً زوال حقبة الرئيس نميري بعد 16 عاما من القبضة الحديدية. ورسخت في ذاكرتهم العبارة التي استهل بها بيانه الأول (الشعب البطل). وطرب الناس للجنرال ذي الشعر الأبيض وهو يعلن «انحياز الجيش للشعب». وتداول السودانيون قصة الجنرال الذي تردد في الإطاحة بالنميري برا بقسم أداه بالوفاء للنظام. وتمضي الروايات إلى أنه استفتى عالما في مشروعية تحرره من القسم قبل أن يمضي ببيانه إلى الإذاعة. وقد واجهته تعقيدات في الفترة التي أعقبت سقوط النظام، إذ تجاذبته الأحزاب المتصارعة، لكنه استطاع لملمة كل الأطراف في حكومة مدنية موازية تحملت معه المسؤولية قبل أن يسلم السلطة طائعا للمدنيين في خطوة اعتبرها مراقبون غير مسبوقة من جنرال محروس بالدبابات آثر الانسحاب بهدوء من رفاه القصر إلى داره.

أمس (الخميس) رحل سوار الذهب (83 عاما) بالعاصمة السعودية، بعدما أوصى بدفنه ببقيع الغرقد، وخيم حزن عميق على السودانيين وهم يطوون صفحة رئيس «طيّب» شهد له خصومه قبل أعدائه.