-A +A
عكاظ (جدة)

في إطار جهودها الرامية للحفاظ على التراث والمعالم التاريخية؛ أطلقت وزارة الثقافة، بالتنسيق مع أمانة جدة، خطة لإعادة تأهيل مباني المنطقة التاريخية، المصنفة ضمن «منطقة الحماية الأولى».

وطبقا للجدول الزمني الذي حددته وزارة الثقافة، فقد جرى تسليم الاستشاريين مواقع وأسماء المباني المرشحة لإعادة التأهيل والترميم والإشراف الهندسي والتوثيق، حيث تستهدف المرحلة الأولى ما يعرف بـ«بيت كدوان»، الذي تعود حقبته الزمنية للفترة ما بين 150 إلى 200 عام، إذ تم تحديد المواقع المستهدفة تبعًا للمتطلبات الفنية التي أقرتها اليونيسكو بهذا الشأن.

وخلال عمليات المسح الأولية لموقع «بيت كدوان»، تم اكتشاف خزان قديم متين البناء، وبحالة ممتازة، يعتقد أنه كان مخصصًا لتجميع مياه الأمطار بهدف تغذية المناطق المحيطة به من مبانٍ ومساجد يعود تاريخها إلى مئات السنين، يغلب على بنائها الحجر المنقبي والطين البحري والأخشاب.

وبمعاينة المختصين لمبنى «بيت كدوان»، لوحظ العقد الجميل في الجزء الشرقي منه، حيث تكشف عمليات البحث عن حجر قفله لإعادته إلى مكانه حفاظًا على المبنى بالشكل الذي كان عليه.

ويأتي هذا الكشف في إطار الجهود التي تبذلها وزارة الثقافة وأمانة جدة، والمتوقع أن تسفر خلال عمليات المسح التالية عن اكتشافات أخرى، لكون أن منطقة «جدة التاريخية»، غنية بالآثار التي لم يظهر منها إلى العلن سوى جزء يسير فقط.

يشار إلى أن المباني الواقعة في «جدة التاريخية» تتمتع بأهمية كبيرة في تاريخ جدة وتراثها الثقافي. وانطلاقًا من تلك الأهمية البالغة، صادق مجلس الوزراء مؤخرًا على «نظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني»، والذي يعد مرجعًا ودليلًا لحماية «جدة التاريخية»، التي تضم 400 مبنى في المنطقة المدرجة ضمن قائمة اليونيسكو للتراث الثقافي، و200 مبنى في المنطقة العازلة المحيطة، والتي يجري ترميمها جميعها في الوقت الحالي.

وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز قد وافق على مقترح ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مطلع يونيو الماضي، لإنشاء إدارة باسم «إدارة مشروع جدة التّاريخية» بموازنة مستقلة، وتحت إشراف وزارة الثّقافة. وتندرج هذه الجهود في إطار «مشروع الملك عبدالعزيز لتنمية وتطوير جدة التاريخية»، الذي انطلق في عام 1425 هــ، وتوج أخيرًا بإنشاء إدارة تقع على عاتقها تنمية وتطوير «جدة التاريخية»، وتفعيل دور بلديتها.

يذكر أن وزير الثقافة الأمير بدر بن عبد الله بن محمد بن فرحان، زار أواخر شهر يوليو الماضي «مشروع جدة التاريخية»، وجال في مرافقه مطّلعًا على كافة تفاصيله، حيث أبدى ارتياحه لسير العمل به من جميع النواحي.