-A +A
عبير الفوزان
أؤمن تماما أن التاريخ يعيد نفسه فأعظم الساسة هم من قرأوا التاريخ ولم تفتهم منه شاردة ولا واردة، وفي ضوء أحداثه ونتائجها كانت بعض قراراتهم.

عنوان مقالي هذا ليس من جيبي لذا نصصته، فقد كان سؤالا طرحه أحد سفراء الدول الأوروبية عام 2001، في لندن، على الدكتور غازي القصيبي، رحمه الله، عندما كان سفيرا للسعودية في بريطانيا آنذاك.


ما سبب هذه الحملة العنيفة على المملكة؟

هذا السؤال الذي طُرح منذ أكثر من 17 عاما بعد أحداث سبتمبر بشهر واحد يردد اليوم-أيضا-.. فما أشبه الليلة بالبارحة.

السعودية الجديدة مع التغير والانفتاح ورؤية 2030 التي لن تعتمد على النفط كمصدر دخل اقتصادي، وقبل مؤتمر الاستثمار السعودي تحدث ضجة وقصة أقل ما يقال عنها مختلقة.. هي قصة صغيرة جدا مثل حبة بازلاء تتدحرج من فوق قمة جليد لتصل إلى الأرض بحجم أكبر من الواقع بعشرات المرات، مثيرة بذلك ردود فعل عنيفة لا توازي ردود فعل إزاء اغتصاب بلد وهوية، بل هي أشد!

عودة إلى سؤال السفير الأوروبي الذي وثقه القصيبي في كتابه «أمريكا والسعودية.. حملة إعلامية أم مواجهة سياسية»، والإجابة التي جاءت من سفير أوروبي آخر بعدما أعلن القصيبي رحمه الله عن عجزه في فهم السبب. كانت «أنا أعطيك السبب. لم تنفذ المملكة تعليمات أمريكا بحذافيرها وبلا تردد وبلا مناقشة».. ثم استطرد سفير ثالث: «هل أنتم أقوى من أوروبا حتى تناقشوا الولايات المتحدة؟ هل أنتم أعظم من روسيا؟»

ذلك الحوار الشائق جعلني أعيد النظر في كل السيناريوهات المحتملة لهذه الحملة.. كل الترهات.. كل الاتهامات.. وكل القطيع من كل البلدان!

* كاتبة سعودية

abeeralfowzan@hotmail.com