حركة سير كثيفة في الدائر. (تصوير: يحيى الفيفي)
حركة سير كثيفة في الدائر. (تصوير: يحيى الفيفي)




سليمان خبراني
سليمان خبراني




البقمي يتحدث للزميل عبدالله آل هتيلة.
البقمي يتحدث للزميل عبدالله آل هتيلة.




أمن وأمان في أعالي الجبال الحدودية.
أمن وأمان في أعالي الجبال الحدودية.




مصدات خرسانية.
مصدات خرسانية.
-A +A
عبدالله آل هتيلة (الحد الجنوبي) ahatayla2011@
تبدو الأوضاع في محافظة الدائر المحاذية للحدود السعودية اليمنية، آمنة ومستقرة، والأهالي والسكان يمارسون حياتهم اليومية بشكل طبيعي، ولا توجد مظاهر للحرب على خطوط التماس. ولأن وصولنا إلى المحافظة كان عند منتصف النهار لاحظنا مغادرة الطلاب والطالبات لمدارسهم برفقة أولياء أمورهم، والانتقال إلى منازلهم عبر وسائل النقل الرسمية، إضافة إلى أن المحلات التجارية تعج بالمتسوقين، والبنوك تفتح أبوابها. ويقول أحد المواطنين بنبرة فخر واعتزاز: «والله لو استمرت الحرب عشرات السنين لما أثرت علينا، لأننا نثق في جميع القوات العسكرية، وبعدالة قضيتنا، وبحرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على إنهاء أي وجود مسلّح قد يعكّر صفو أمننا واستقرارنا مستقبلا، لذلك كلنا جنود لخدمة الوطن، وعلى أهبة الاستعداد للانضمام إلى القوات العسكرية في أي زمان ومكان».

سلكنا طرقا أسفلتية صعبة أثناء توجهنا إلى مقر قيادة حرس الحدود بمحافظة الدائر، وكان السائق وكيل الرقيب سليمان خبراني يؤكد لنا في كل مرة أن رجال حرس الحدود يسلكون أصعب من هذه الطرق، خصوصا في الجبال، وكان الاعتقاد السائد أن الطرق مسفلتة، إلا أننا شاهدنا في ما بعد طرقا لا يسلكها إلا الوحوش أمثال هؤلاء الأبطال، الذين يؤكدون في كل مرة أن الحياة طابت لهم بين صخورها، لأنهم يشعرون بالفخر وهم يدافعون عن أمن الوطن والمواطن.


نجاحات في التصدي للميليشيات

ما إن وصلنا إلى قيادة حرس الحدود بالدائر حتى استقبلنا قائد القطاع المقدم فاهد عائض البقمي، الذي أوضح أن قطاع الدائر من أهم قطاعات حرس الحدود بمنطقة جازان، وأكثر سخونة من حيث التهريب والتسلل والسيارات المعدة للتهريب بدليل المقبوضات الكثيرة بشكل يومي. وأكد أن رجال حرس الحدود قادرون على التصدي لكل من يحاول استهداف أمن الوطن والمواطن. وأشار إلى أنه يضاف إلى كل ذلك العمل العسكري والجهد الحربي في مواجهة الميليشيات الحوثية الإيرانية، «لذلك نحن نحارب على عدة جبهات، ونحمد الله، إذ نتصدى للاعتداءات وأي محاولات اختراق». وبين أنه يتبع لقطاع حرس الحدود بالدائر خمسة مراكز وسادس في طريق الاعتماد. وقال البقمي إن حرس الحدود يملك معدات حديثة، من بينها كاميرات نهارية وأخرى ليلية، وأسلحة أدخلت حديثا على شكل مدافع وصواريخ (آر بي جي)، وهذا يعني أنها تفوق ما بحوزة الجهة المعادية، بدليل النجاحات المتواصلة في دحرها والتصدي لها.

موانع طبيعية وصناعية

وأوضح قائد قطاع حرس الحدود بالدائر وجود موانع طبيعية وأخرى صناعية على الحدود، من بينها الشبوك وقص الجبال وحفر الخنادق، والعمل يجري على استحداث الكثير من هذه الموانع بما يضمن مضاعفة أمن الحدود. مؤكدا وجود تنسيق متقن مع القوات البرية والبحرية والجوية وبقية القطاعات العسكرية. وقال إن جميع القوات تسير من نصر إلى نصر، ومعنويات الأبطال عالية جدا، وتزيدهم الأيام ثباتا وعزيمة. مشيرا إلى أنه ورغم أن لا هدف للميليشيات الحوثية الإيرانية إلا قتل الضباط والأفراد، إلا أن من يتم القبض عليهم من عناصرهم يعاملون معاملة إنسانية وليس عدوانية، رغم معرفتنا التامة بأنهم استهدفوا أفرادا من حرس الحدود، وزرعوا الألغام، ومع ذلك لا نسيء لهم بعد القبض عليهم، وإنما تتم معالجة المصاب، وتقديم الخدمات للأسرى منهم.

التعامل بقوة وحزم

وقال إن الميليشيات الحوثية مدحورة، وسيتم التعامل معهم بقوة وحزم، ومع كل من تسول له نفسه التعدي على شبر واحد من الأراضي السعودية. وطمأن المقدم البقمي الشعب السعودي قائلا: «اطمئنوا لن يمس أي معتد شبرا واحدا من تراب الوطن إلا على جثثنا، ونحن جاهزون لمواجهة الميليشيات الحوثية، التي بدأت تضعف بعد الضربات الساحقة التي منيت بها على مختلف الجبهات الحدودية بفضل من الله ثم بصمود وشجاعة وكفاءة جميع أبطال القوات العسكرية، الذين أثبتوا للعالم أنهم قادرون مهما طال أمد المواجهة على حماية الوطن والمواطن».

أبطال الحدود: أرواحنا رخيصة.. وأمن الوطن خط أحمر

أكد عدد من ضباط وأفراد قيادة قطاع حرس الحدود بالدائر أن أمن واستقرار الوطن خط أحمر، وأن المحافظة على أرواح المواطنين مسؤولية كبيرة. وأشاروا، وهم يتحدثون إلى «عكاظ» من مقر القيادة، إلى أنهم يتسابقون إلى ميادين المواجهة لنيل شرف تحقيق الانتصار على العدو أو الشهادة في سبيل الذود عن حياض الوطن. وقالوا إن أرواحهم ليست أغلى من أرواح الشهداء الذين استشهدوا في مختلف الجبهات، ونالوا شرف الشهادة، وستظل أسماؤهم محفورة في ذاكرة الوطن والمواطن. وعبروا عن شكرهم وتقديرهم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، على متابعتهما المستمرة لأوضاع المرابطين على الحدود، وتوجيهاتهما المستمرة بتأمين كامل الاحتياجات سواء من العتاد العسكري، أو متطلبات الحياة اليومية، وصولا إلى الاهتمام بأسرهم وتحقيق متطلباتهم في المدارس والمستشفيات والأجهزة الحكومية. ولفتوا إلى أن هذه الرعاية غير المستغربة تهيئ لهم الظروف لمواجهة الميليشيات الحوثية بمعنويات مرتفعة وبإرادة صلبة لا تلين. وبعثوا رسائل إلى الشعب السعودي يطلبون من خلالها الدعاء لهم بتحقيق المزيد من الانتصارات على عدو يسعى واهماً إلى التعدي على الأراضي السعودية، وتنفيذ توجيهات إيرانية، يعتقدون أنها ستزعزع الأمن والاستقرار، الذي يقف دونه رجال وهبوا أنفسهم وضحوا بحياتهم من أجل أن تبقى المملكة آمنة مستقرة.