-A +A
بندر السالم
دائماً ما يتبع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قاعدة لكل مقام مقال، فعلى أرض الواقع نراه يدع أفعاله تتحدث عن رؤاه وأفكاره وإنجازاته، وعندما يكون المجال للحديث في الإعلام نراه يبهر محاوريه بسرعة البديهة، وسعة الاطلاع وقدرته الفائقة على إيضاح وجهة نظره للعالم أجمع على شكل رسائل:

لا من حكى هز الصحافة والإعلام


ولا من فعل فعله يهز الميادين

لذلك ورغم المحاولات الحثيثة من مراسلي قناة بلومبيرغ للخروج منه بتصريحات مثيرة ومحاولتهم إحراجه في لقائهم الأخير معه، إلا أنه استطاع بحنكته تجاوز هذه المحاولات وإيصال رسائله بكل وضوح وشفافية.

وسنتطرق في هذا المقال لأهم الرسائل وإيجازها منعاً للتطويل.

الرسالة الأولى لأمريكا ومضمونها أن علاقتنا معها علاقة شراكة لا علاقة تبعية، فنحن أعرق منها تاريخياً، وقيامنا بشراء السلاح منها لا يعني شراء حمايتها لنا، بل نحن قادرون على حماية أنفسنا، وبالرغم من أن النصيب الأكبر من السلاح الذي نشتريه هو صناعة أمريكية إلا أننا قادرون على تنويع مصادر السلاح، متى ما أردنا، وقد كدنا نفعل ذلك عندما تعارضت توجهاتنا مع توجهات الرئيس السابق أوباما لذلك، وبحكم العلاقة القوية مع أمريكا بسبب سياسات الرئيس ترمب وتوافق الرؤى معه حول الكثير من القضايا يجعلنا نتجاوز عن تصريحه.

الرسالة الثانية للعالم أجمع ومضمونها أن سيادة المملكة وأمنها القومي خط أحمر لا يمكن تجاوزه ولو كان ذلك على حساب علاقاتنا مع الدول التي تحاول تجاوز ذلك، فها هي قطر تجوب العالم بحثاً عن الوساطة لإعادة العلاقات معنا دون جدوى، وهاهي إيران تعود لعزلتها بعد أن خرجت منها، وما فعلته ألمانيا من اعتذار يثبت ذلك، وستكون كندا في الطريق، ولو حاولت أي دولة أخرى التدخل في شؤوننا الداخلية أو الاعتراض على أي عمل نقوم به في سبيل حماية أمننا فستلاقي نفس المصير.

الرسالة الثالثة للمستثمرين الأجانب ومفادها أن الاقتصاد السعودي متين وضماناته عالية ويمتاز بالشفافية والنزاهة وأن طبيعة الحياة في السعودية بعد الإصلاحات الأخيرة مهيأة لهم وستكون أكثر راحة وجاذبية في قادم الأيام.

الرسالة الرابعة وهي موجهة للداخل السعودي ومضمونها أن الوطن بخير وأن الإصلاح مستمر وأن حرية الرأي مكفولة للجميع لذلك ينبغي على الجميع الثقة في قيادتهم ومساندتهم في طريق الإصلاح وأن لا تكون حرية الرأي سبيلاً للطعن والتخذيل فلا تكونوا أدوات في أيدي أعداء الوطن، سواء بعلم منكم أو بغير علم، فمن فعل ذلك جاهلاً سيتم إيضاح الصورة له، ومن فعلها عالماً وخائناً لوطنه فسيكون جزاؤه جزاء الخائنين.

وفي الختام نقول لولي العهد كلنا معك يداً واحدة في سبيل حماية الوطن وإصلاحه ولن تجد بيننا متراخياً ولا خائناً.

AlotaibiBandarS@