-A +A
عبده خال
الزميل جمال خاشقجي (صديق وأخ)، كان ملء السمع والبصر بمقالاته ورئاسة تحريره، ولم يتم الزج به للحبس أو كان مهددا به، وكان خروجه خياراً شخصياً.

أقول هذا في الظاهر ولا أريد أن أصمه بالمعارض الصرف، ونحن ككتاب وكأصدقاء وكمجتمع ندعو الله أن يحفظه في غيبته.


ومع اختفاء خاشقجي انهالت القنوات الكارهة للمملكة وقيادتها في خلق أكاذيب لا تعتمد على أي دليل أو برهان، وتعدد تلك الأكاذيب، وفي كل يوم ثمة كذبة جديدة تدحض ما سبقها، وقد قال العرب: «إن كنت كذوباً فكن ذكوراً»، فجميع السيناريوهات التي تزعمت قناة الجزيرة بثها تكون مخرجة فاشلة، وخاصة في الفيلم الأكشن الذي ذهب في زعمه أن السعودية أرسلت فريقا أمنيا قوامه 15 رجلا كانت مهمتهم قتل جمال وتقطيع أوصاله إربا إربا، ووضع أشلائه في أكياس والخروج بها من القنصلية.. هذا الفيلم المستنسخ من عمليات القتل التي مارستها بعض الزوجات لا تصلح لأن تكون فيلما تنفذه دولة بكل عظمتها وسمعتها وأجهزتها، إلا أن الحاقد قادر على خلق صورة مشوهة ويعرضها ليؤكد أنصاره والحاقدون على صحتها..

بعد هذا الفيلم (الدروكولاي) كان الجميع ينتظر الرئيس أردوغان لكي يؤكد مقتل الأستاذ جمال داخل القنصلية، وعندما أنهى كلمته، انقلب أعداء البلد لخلق سيناريو جديد، بقولهم إنه تم تهريبه إلى دولة ثالثة، وقصص لن تنتهي..

وفي هذا الجو المشحون ألم يتساءل أحد لو أن السعودية تصفي معارضيها بهذه الطريقة، فلماذا لم تقم بطريقة ما لتصفية المعارضين الشتامين في كل ساعة وكل يوم ومنذ سنوات..

خاشقجي على مقربة من معرفة أسرار الإخوان، وفي آخر تغريداته أظهر رغبة في العودة إلى بلاده، وربما كانت عودته كشفا لكثير من المؤامرات التي تصاغ ضد وطنه، ولهذا تمت صياغة سيناريو من خلال الخطيبة، التي نفى أهل جمال معرفتهم بها، أو أن جمال أقدم على خطبتها..

ندعو الله أن يفرج عن أخينا جمال خاشقجي.

* كاتب سعودي

Abdookhal2@yahoo.com